صحــــتك
04 أغسطس 2018

أحب والدي ولا أنسى إساءاته

،أنا والدي وأنا صغيرة كان عنيف معايا شوية لما ماكنتش بسمع الكلام أو لو كذبت، وكان ضرب جامد، وأوقات كان بيحطلي شطة في فمي النظام ده فضل لحد مابقي عندي ١٠ سنين تقريبا، بعد كده بابا اتغير وأنا اتغيرت، والمعاملة بينا الحمد لله بقت أحسن كتير، ومابقاش عنيف خالص، بس أنا دلوقت لما صوته بيعلى شوية بترعب ومخي بيوقف، ومش بعرف أفكر. ومش قادرة أنسى المواقف اللي أتعاقبت فيها جامد بأفضل تيجي في دماغي كأنها امبارح، ودا بيتعبني جدا، وساعات بيخليني أعيط جامد لدرجة أنهم بيتخضو علي.. حاولت كتير إني أنسي بس ماعرفتش.. في حد قالي إنت مش عارفة تنسي عشان مش بتحبيه لإن اللي بيحب حد مابيفتكرش له حاجة وحشة.. مع إني والله بحبه جدا ودائما بدعيله ربنا يباركلنا في عمره وصحته.. أعمل إيه عشان أنسي.
أحب والدي ولا أنسى اساءاته
عزيزتي ريهام؛
وصلتني استشارتك ونمتن لك على ثقتك بنا ونرجو أن نكون عند حسن ظنك.
يمكنني فهم المشاعر المختلطة التي تختبرينها، بل يمكنني القول إن حالة ازدواج الشعور Ambivalence هي حالة أشهر من شعور خالص بمفرده، ولذلك فاقتراحي المبدئي عليك هو أن تقبلي ازدواج مشاعرك تجاه والدك، وتذكري أن مشاعرك من حقك، وأن المشاعر غير قابلة للأحكام، فليس هناك مشاعر طيبة وأخرى سيئة.



النقطة الثانية التي أود التنبيه إليها هو خطأ المعتقد المجتمعي بأن تذكّر الإساءة يدل على خبث النفس، وأن الشخص الذي يحب لا بد له أن ينسى، وهو معتقد لا أساس له من الصحة، فالذي يحب هو أكثر من يتذكر، لأنه لم يكن ينتظر من محبوبه الإساءة، وصدق محبته هو سبب شعوره بالألم والغضب.

النقطة الثالثة أن وقوع الإساءة لا يعني تعمد إحداثها، فـ[غالب] إساءات الوالدين تقع عن سوء تصّرف، وليس عن عمد، ولا يقلل ذلك من كونها إساءة، وإنما - ربما - يساعدنا على الغفران.



الغفران يا سيدتي لا بد أن يأخذ مساره ومجراه، بأن نعترف - على الأقل أمام أنفسنا - بوقوع الإساءة، ثم باختبار شعور الألم والفقد والنوح على المفقود، تذكري أننا لا نشفى مما لا نشعر به، ثم باختبار الغضب تجاه المسيء، ويمكننا التعبير عن ذلك بتقنيات الكرسي الفارغ أو تقمص الأدوار، أو إن كنا سنؤديه بمفردنا فيمكننا كتابة خطاب إلى المسيء ثم حرقه، وبعد ذلك نقوم باحتضان أنفسنا وتبني الطفل الداخلي ومصاحبته في رحلة شفاء الذكرى، ثم اختبار حرية الاختيار بين الغفران أو التجاوز، ومع ذلك يمكننا أن نشفى ونقرر التجاوز - وليس الغفران - ولا يقلل ذلك من حقيقة أنك تحبين والدك وإن كنت تجدين غصة ما في علاقتك به.



ومن تقنيات شفاء الذكرى التي يمكنك الاستعانة بها هي كتابة رسائل توكيدية واعتذار على لسانه، والطلب من رمز أبوي في محيطك أن يسجلها بصوته، وتستمعي لها بتكرار لمدة طويلة حتى تشعري أنها عالجت شيئاً في الذكرى.
وأخيراً، فرجائي لك بالحرية والسلام.
آخر تعديل بتاريخ
04 أغسطس 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.