صحــــتك

مرض الكوليرا (Cholera)، تاريخه وعلاجاته

الصورة
shaymaa.jpg

انتشر مرض الكوليرا خلال القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم، وبدأ انتشارها من دلتا نهر الغانج في الهند، وتَسببت في ست موجات لاحقة قاتلة، أدت إلى مقتل ملايين الأشخاص في جميع القارات.

بدأ الوباء السابع (الحالي) في جنوب آسيا عام 1961، ووصل إلى إفريقيا في عام 1971، وإلى الأميركتين في عام 1991، أما الآن فينتشر وباء الكوليرا في العديد من البلدان. فما هو سبب انتشار الكوليرا؟ وكيف يتم علاجها؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

أين تتواجد الكوليرا غالباً؟

  • توجد بكتيريا الكوليرا عادة في الماء، أو في الأطعمة الملوَّثة بالبراز من شخص مصاب ببكتيريا الكوليرا، وتنتشر في الأماكن التي تعاني من عدم معالَجة المياه بشكل كافٍ، وسوء الصرف الصحي، وعدم توفر النظافة الكافية.
  • يمكن أن تعيش بكتيريا الكوليرا أيضاً في البيئة، خاصة في الأنهار القليلة الملوحة، وفي المياه الساحلية، وكانت المحاريات التي تؤكل نيئة مصدراً للعدوى أيضاً.
  • يمكن أن تتفشى الكوليرا أيضاً في بعض دول الشرق الأوسط نتيجة ضعف الاهتمام في مياه الصرف الصحي، وعدم تنقية مياه الشرب بالشكل السليم كي تصبح صالحة للشرب، أو في بعض الأماكن الفقيرة التي تعاني من ضعف الإمكانيات المالية.
  • في الآونة الأخيرة، صرحت منظمة أطباء بلا حدود أن اللاجئين السوريين في لبنان يعانون أوضاعاً معيشية صعبة، ويتفشى بينهم داء الكوليرا جراء ضعف الخدمات الصحية المقدمة لهم، بفعل تضاؤل التمويل الدولي.

متى تظهر أعراض الكوليرا؟

عادة ما يستغرق ظهور الأعراض 2-3 أيام بعد دخول بكتيريا الكوليرا للجهاز الهضمي، ولكن يمكن أن يتراوح الوقت من بضع ساعات إلى 5 أيام.

ما أعراض الكوليرا عند الأطفال؟

  • لا يعاني معظم الأطفال المصابين بالكوليرا من أي أعراض، أو قد تظهر عليهم أعراض خفيفة. يمكن علاج الكوليرا عند الأطفال بنجاح من خلال استخدام محلول معالَجة الجفاف عن طريق الفم.
  • لكنْ، إذا تُرك المرض دون علاج يمكن أن يسبب الوفاة في غضون ساعات، وتتطلب حالات الكوليرا الشديدة علاجاً سريعاً بالسوائل الوريدية والمضادات الحيوية.
  • بعد تناول طعام أو ماء ملوَّث، قد يستغرق الأمر ما بين 12 ساعة إلى 5 أيام قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور على الطفل المصاب.
  • تبقى البكتيريا في البراز لمدة تصل إلى 10 أيام بعد الإصابة، ويتم نقلها مرة أخرى إلى البيئة، مما قد يؤدي إلى إصابة أشخاص آخرين.
  • يمكن أن تُسبِّب الكوليرا الإسهال المائي الحاد مع الجفاف الشديد الذي يمكن أن يكون قاتلاً. عند الإصابة بالإسهال، يكون الرُّضّع والأطفال أكثر عرضة للإصابة بالجفاف مقارنة بالبالغين، خاصة إذا كانوا يعانون من سوء التغذية.

 علاج الكوليرا:

  • يمكن علاج الكوليرا بسهولة، ويمكن علاج غالبية الأشخاص بنجاح من خلال الإعطاء الفوري لمحلول معالَجة الجفاف عن طريق الفم (ORS)، يتم تذويب محتويات الكيس في لتر من الماء النظيف، وقد يحتاج المرضى البالغون إلى ما يصل إلى 6 لترات من محلول الجفاف لعلاج الجفاف المعتدل في اليوم الأول.
  • المرضى المصابون بجفاف شديد مُعَرَّضون لخطر الصدمة، ويتطلب ذلك إعطاء السوائل الوريدية بسرعة، كما يُعطى هؤلاء المرضى المضادات الحيوية المناسبة لتقيل مدة الإسهال، وتقليل حجم السوائل المفقودة، وتقليل مدة إفراز الكوليرا في البراز، وبالتالي تفادي انتشار العدوى.
  • يُعَدّ الوصول السريع إلى العلاج أمراً ضرورياً أثناء تفشي الكوليرا، ويجب أن تكون معالجة الجفاف عن طريق الفم متوفرة في المجتمعات، بالإضافة إلى مراكز العلاج الكبيرة التي يمكنها توفير السوائل عن طريق الوريد، والرعاية على مدار 24 ساعة.
  • مع العلاج المبكّر والسليم، يجب أن يظل معدل الوفيات أقل من 1%.
  • يعتبر الزنك علاجاً مساعِداً مهماً للأطفال دون سن الخامسة، مما يقلل أيضاً من مدة الإسهال، وقد يمنع النوبات المستقبلية من الأسباب الأخرى للإسهال المائي الحاد.
  • كما يجب تشجيع الرضاعة الطبيعية في فترات الوباء بشكل خاص.

هل مرض الكوليرا مميت؟

الكوليرا مرض مُعْدٍ يُسبِّب الإسهال الشديد، ويَنتُج عن عدوى الأمعاء ببكتيريا الضمة الكوليرية، ويُقدَّر أن 1.4 إلى 4 ملايين شخص حول العالم يصابون بالكوليرا كل عام، ويموت نحو 21 ألف إلى 143 ألف شخص بسبب الكوليرا في العالم كل عام.

غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بالكوليرا من أعراض خفيفة، أو قد لا تظهر عليهم أي أعراض، ولكن يمكن أيضاً أن تكون الأعراض شديدة.

ستظهر أعراض حادة وشديدة لدى حوالي 1 من كل 10 أشخاص من المصابين بالكوليرا، مثل الإسهال المائي والقيء وتشنجات الساق.

يؤدي الفقد السريع لسوائل الجسم عند هؤلاء الأشخاص إلى الجفاف، والإصابة بصدمة جهاز دوران الدم، ويمكن أن يتسبب بالوفاة في غضون ساعات إذا تُرِكت الحالة دون علاج.

من الجدير بالذكر أن هناك لقاح فعال ضد مرض الكوليرا، وتوفره منظمة الصحة العالمية لمعظم دول العالم، إلا أن فعاليته في الوقاية من المرض ليست حاسمة، ولا تستمر أكثر من سنة واحدة.

 

المصادر:

https://www.cdc.gov/cholera/general/index.html

https://www.unicef.org/stories/cholera-is-endangering-children-globally

https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/cholera

آخر تعديل بتاريخ
14 يوليو 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.