صحــــتك

الأسبيرين قد يسبب التسمم أحياناً

الصورة
مصطفى سعيد
الأسبرين قد يسبب التسمم أحياناً

الأسبيرين Aspirin أو ما يُسمى الأسيتيل ساليساليك أسيد، الذي يُعَدّ من أكثر مسكنات الألم شيوعاً، وقد كان أول من استخدم هذا الدواء في القرن الخامس قبل الميلاد هو أبقراط، وجدير بالذكر أنه استخدمه في علاج الحمى وكمسكن للألم.

وحالياً يستخدم الأسبيرين أيضاً كمسكن لعلاج الألم، وكمضاد للحرارة وللالتهابات وعلاج آلام الجسم والتهابات المفاصل وأمراض الأوعية الدموية، مثل مرض كاواساكي والحمى الروماتيزمية الحادة، وعلاج متلازمة الشريان التاجي.

 

انخفضت حالات التسمم بالأسبيرين أخيراً في الأطفال بسبب الاعتماد على البدائل، كذلك أدى ارتباط الأسبيرين ومتلازمة راي إلى الحد من استخدامه.

ولكن لا يزال تناول الأسبيرين سبباً شائعاً للتسمم في الأطفال والكبار، إذ إن انتشار المسكنات التي تحتوي على الأسبيرين يجعله سبباً في حدوث التسمم المتعمد مثل في حالات الانتحار أو غير المتعمد.

 

أسباب التسمّم بالأسبيرين

يتم تصنيف التسمم بالأسبيرين إلى نوعين حسب سبب التسمم، تسمم متعمد أو تسمم عرضي.

التسمم المتعمد

يقوم فيه البعض، لأسباب مختلفة، بتناول الأدوية بغرض التسمم عمداً أو إعطائه الآخرين لتسميمهم.

وتشمل بعض أسباب التسمم المتعمد ما يأتي:

  • الانتحار.
  • ارتكاب جريمة قتل.
  • ليجذب انتباه الآخرين.
  • الإساءة في معاملة الأطفال.

التسمم العرضي

  • عادة ما يصيب التسمم العرضي الأطفال بسبب قلة إدراكهم، حيث كان في الفترة ما بين 1972 إلى 1976، كان هناك من 1-2 مليون حالة تسمم عرضي سنوياً في الولايات المتحدة الأميركية، ثم انخفض عدد حالات التسمم العرضي إلى نحو 500،000 حالة سنوياً منذ عام 1976، ويعود هذا الانخفاض إلى السماح بتغليف الأسبيرين لمنع حدوث التسمم، وإلى الدعاية التي استخدمت لمنع التسمم.
  • وكانت من أكثر المصادر شيوعاً للتسمم العرضي، النباتات وأنواع متنوعة من المنظفات (الصابون والمطهرات والمنظفات المنزلية) والفيتامينات والمعادن والأسبيرين، 

ولم يعد الأسبيرين السبب الأكثر شيوعاً للتسمم العرضي بسبب التغليف والدعاية التي استخدمت لمنع التسمم.

  • الجرعات غير المناسبة للأطفال والمسنين: تحتوي مئات الأدوية على الأسبيرين أو المواد الشبيهة به، لذلك يمكن أن يحدث التسمم العرضي إذا أُخذَت هذه الأدوية مجتمعة، في جرعات غير مناسبة، أو على مدى زمني طويل، وقد يحدث هذا بشكل خاص في كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة.

جرعة التسمّم بالأسبيرين

قد يعاني الشخص من تسمّم بالأسبيرين إذا تناول جرعات أكثر بكثير من الكميات التي يزيلها جسمه، وتقسم شدة التسمم بحسب مستويات السمية إلى الخفيفة، المتوسطة، والقاتلة، ويجري تقسيمها حسب كمية الأسبيرين لكل كيلوجرام من وزن الجسم كما يأتي:

  • خفيفة: أقل من 300 ملليجرام/ كجم.
  • متوسطة: بين 300 و500 ملليجرام/ كجم.
  •  القاتلة: أكبر من 500 ملليجرام/ كجم.

على سبيل المثال، الشخص الذي يزن 68 كجم، إذا أخذ 34,000 ملليجرام من الأسبيرين، ستكون هذه الكمية مهددة للحياة.

أعراض التسمّم بالأسبيرين

وتشمل أعراض التسمّم بالأسبيرين ما يأتي:

  •  ألم في الحلق.
  •  انخفاض كمية البول.
  •  الرؤية المزدوجة.
  •  الشعور بالنعاس.
  •  ارتفاع حرارة الجسم.
  •  الهلوسة.
  •  التوتر.
  •  القلق.
  • الرنين داخل الأذن أو عدم القدرة على السمع.
  •  نوبات التشنجات (أكثر شيوعاً لدى الأطفال عن البالغين).
  •  ألم في المعدة.
  •  اهتزاز لا يمكن التحكم به.
  •  القيء.

قد تسبب آثار تسمم الأسبيرين على جسم المريض في البداية زيادة في سرعة التنفس. وقد يشعر الشخص الذي يعاني من التسمم بجرعة زائدة من الأسبيرين بالغثيان والقيء، وذلك لأن الأسيتيل ساليسيليك أسيد يمكن أن يؤدي إلى تهيِّج المعدة.

 

متى يجب على المريض زيارة الطبيب؟

إذا كنت تعتقد أنك تناولت جرعة زائدة من الأسبيرين، فعليك بالذهاب إلى الطبيب على الفور.

 أو إذا كنت غير متأكد من أنك تناولت ما يكفي، لاعتبار أنك وصلت إلى جرعة السمية، فمن الأفضل أن تذهب إلى دار السموم في المستشفى في أقرب وقت، وإلا فستضيع وقتاً حتى تبدأ بعلاج التسمم وتؤذي نفسك.

تشخيص التسمم بالأسبيرين

تُجرى بعض الفحوصات الطبية التي تساعد في تشخيص حالات تسمم الأسبيرين، ومنها:

تركيز الساليسيلات في البلازما

  •  لا يمكن تحديد شدة السمية من تركيزات الساليسيلات في البلازما وحدها، ولكن ينبغي النظر في الفحص السريري أيضاً.
  • يجب قياسه بأسرع وقت للمرضى الذين يُعتقد أنهم تناولوا أكثر من 125 ملليجرام/كجم من الأسبيرين، وكذلك أولئك الذين تناولوا ميثيل ساليسيلات أو ساليسيلاميد.
  • وينبغي أن تؤخذ العينة على الأقل ساعتين (للمرضى الذين تظهر عليهم الأعراض) أو أربع ساعات (للمرضى الذين لا تظهر عليهم الأعراض) بعد تناول الجرعة الزائدة من الأسبيرين، لأنه قد يستغرق عدة ساعات ليصل إلى أقصى تركيز في البلازما.
  • ويجب تكرار سحب العينة بعد ساعتين أخريين لاحتمال استمرار امتصاص داخل البلازما، ويكرر ذلك كل ثلاث ساعات حتى تنخفض نسبة الساليسيلات في الدم.

فحوصات أخرى قد يطلبها الطبيب لتشخيص التسمّم بالأسبيرين

  • وظائف الكلى
  • الإلكترولايت
  • عوامل تجلط الدم
  • الرقم الهيدروجيني في البول
  • تحليل السكر العشوائي في الدم
  •  يجب قياس نسبة البوتاسيوم في الدم كل ثلاث ساعات والحفاظ على مستويات البوتاسيوم في الدم بين 4.0-4.5 مليمول/لتر.
  • تحليل غازات الدم الشريانية (نسبة الغازات في الشعيرات الدموية، أو تحليل غازات الدم الوريدية كبديل في حالات الأطفال)، وملاحظة أنه في حالات تسمم الأسبيرين توجد درجة من الاضطراب الحمضي القاعدي في معظم الحالات:
  1. الكبار والأطفال الأكبر سناً فوق سنّ 4 سنوات: خليط من قلوي تنفسي وحمضي الأيض، مع درجة حموضة شريانية طبيعية أو مرتفعة.
  2.  الأطفال الصغار: حمضي الأيض أكثر شيوعاً.

علاج حالات التسمّم بالأسبيرين

يعتمد علاج التسمم بالأسبيرين على الحالة الصحية للمريض وعلى مستوى الأسبيرين في الدم، في الحالات الشديدة، قد يكون العلاج ما يأتي:

الفحم المنشط Activated charcoal

يقلل الفحم المنشط من معدل امتصاص الأسبيرين إلى داخل الدم، وقد يساعد ذلك على خفض مستوى الساليسيلات في الدم وتقليل مخاطر المشاكل الشديدة التي تسببها الجرعة الزائدة من الأسبيرين.

الغسل الكلوي

 إذا كان المصاب يعاني من أعراض تسمم الأسبيرين التي تهدد الحياة، أو مستوى الساليسيلات في الدم أكبر من 100 ملليجرام لكل ديسيلتر من الدم، قد يحتاج إلى إجراء غسل الكلى، وتستخدم هذه الطريقة في تطهير الدم من السموم غير المرغوب فيها، حيث يصل الطبيب الوريد الخاص بالمريض بجهاز الغسل الكلوي ليتمكن من تطهير الدم من السموم.

غسل المعدة

تستخدم هذه الطريقة للتخلص من محتويات المعدة من الأسبيرين الزائد، ويمكن اللجوء إليها  إذا كان قد مرّ نحو أربع ساعات أو أقل منذ تناول الأسبيرين. حيث يضع الطبيب أو الممرضة أنبوب رايل من خلال الأنف حتى يصل إلى داخل المعدة، ثم يمكنهم الشفط من خلال هذا الأنبوب لإزالة محتويات المعدة، كذلك فإنها قد تدخل السوائل في المعدة من خلال الأنبوب وتشفطها مرة أخرى لإزالة المزيد من محتويات المعدة وتطهيرها جيداً.

السوائل الوريدية

تساعد السوائل الوريدية على خفض مستوى الحموضة في البول والدم، وخاصة محلول 5% دكستروز، مع إضافة بيكربونات الصوديوم، ويساعد هذا على إفراز المزيد من الأسبيرين خارج الجسم ونزع السمية.

 قد يضيف الطبيب بعض البوتاسيوم للسوائل، وذلك لتجنب انخفاض البوتاسيوم الذي يمكن أن يؤدي إلى المزيد من المشاكل في الجسم.

 في حالات نادرة، قد يحتاج الشخص إلى أنبوب تنفس للمحافظة على مجرى الهواء والتهوية في أثناء العلاج.

الوقاية من التسمم بالأسبيرين

طبقاً للكلية الأميركية لأطباء الطوارئ، فإن نسبة الوفاة عند تناول جرعة التسمّم بالأسبرين هو 1%، بالإضافة إلى ذلك، يعاني 16 في المئة من الذين يتناولون جرعة التسمم بالأسبيرين من مشاكل صحية دائمة.

لذلك يجب دائماً قراءة الملصقات الطبية التي توجد على الأدوية لتحديد ما إذا كانت تحتوي على الأسبيرين.

اسأل طبيبك عن الكمية المسموح بها من الأسبيرين إذا كنت تعاني من أمراض صحية مزمنة، مثل الفشل الكلوي وغيره.

ويجب تخزين الأدوية بعيداً عن متناول الأطفال، وتعليمهم أيضاً أن الأدوية ليست حلوى.

 

المصادر:

Aspirin Poisoning

Salicylate Toxicity 

Aspirin Poisoning - emidicinehealth

What You Need to Know About Taking Too Much Aspirin

 Salicylate Poisoning - patient info

آخر تعديل بتاريخ
17 مارس 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.