نتائج واعدة للقاح جديد من الجيل الثاني ضد سرطان الميلانوما

إعداد رنا خزعل

سرطان الميلانوما أو سرطان الجلد الميلانيني هو أحد أكثر أنواع السرطان خبثًا، فهو يهدّد حياة آلاف الأشخاص سنويًا، ويُصيب الخلايا الملوّنة في الجلد، كما يمكن أن يظهر في أي مكان في الجلد، وخاصة في المناطق التي تتعرّض للشمس. على مر السنين، سعى العلماء جاهدين لإيجاد علاجات فعالة لمكافحة هذا المرض، وقد أحرزوا تقدمات كبيرة في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة. وفي هذا الصدد، تمكّن باحثون من جامعة فرجينيا (UVA) في الولايات المتحدة الأمريكية من تطوير لقاح من الجيل الثاني ضد سرطان الميلانوما، وذلك وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة Nature Communications العلمية.

أمل جديد لمرضى سرطان الميلانوما

أظهرت دراسة جديدة أن لقاح سرطان الميلانوما من الجيل الثاني، الذي يتم تطويره في مركز جامعة فرجينيا للسرطان بالولايات المتحدة الأمريكية، يزيد في فرص البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة لمرضى سرطان الميلانوما مقارنة بلقاح الجيل الأول، وأكد الباحثون على أهمية هذا الاكتشاف في تطوير لقاحات أكثر فعالية لمكافحة مختلف أنواع السرطان، مما يمثل خطوة هائلة نحو مستقبل أفضل لمرضى السرطان.

تحفيز الخلايا المناعية لمكافحة سرطان الميلانوما

نجح مطورو لقاح سرطان الميلانوما من الجيل الثاني في تعزيز فعاليته من خلال تحفيز نوعين من الخلايا المناعية المهمة: الخلايا التائية المساعدة والخلايا التائية القاتلة، إذ تقوم الخلايا التائية المساعدة أو الخلايا الليمفاوية التائية (T-helper cells) بالتعرّف على بروتينات سرطان الميلانوما، بينما تساعد الخلايا التائية القاتلة (Killer T cells) في القضاء على خلايا السرطان. وقد أظهرت هذه الاستراتيجية نتائج مبهرة، فقد أدت إلى تعزيز فرص بقاء المرضى على قيد الحياة، ومنعت تكرار إصابتهم بالسرطان.

لقاح الجيل الثاني المعزز لسرطان الميلانوما يظهر فعالية مبهرة

لتعزيز فعالية لقاح سرطان الميلانوما، اختبر الباحثون طريقتين مختلفتين لتحفيز الخلايا التائية المساعدة (CD4+) والخلايا التائية القاتلة (CD8+) لدى مرضى سرطان الميلانوما، وشارك في التجارب السريرية أكثر من 160 متطوعًا، وتم إعطاؤهم بشكل عشوائي أحد اللقاحين المختلفين المكونين من ببتيدات نقية لتحفيز الخلايا التائية المساعدة.

وبعد مرور خمسة عشر عامًا على بدء التجربة، أظهرت النتائج معدلات إجمالية للبقاء على قيد الحياة مُبشرة لكلا اللقاحين، مع تفوّق ملحوظ في حالة المرضى الذين تلقوا لقاح الجيل الثاني، وكانت الفائدة الأكبر من اللقاح من نصيب الرجال الأصغر سنًا الذين يعانون من سرطان الميلانوما في مرحلة مبكرة.

لقاح الجيل الثاني لسرطان الميلانوما يفيد المرضى الرجال أكثر من النساء

أظهر لقاح الجيل الثاني لسرطان الميلانوما فعالية أكبر لدى المرضى الذكور بالمقارنة مع المرضى الإناث، وما يزال السبب غير مفهوم تمامًا، ولكن أشارت الدراسات إلى أن الجنس البيولوجي يلعب دورًا مهمًا في استجابة الجسم للعلاجات المناعية لسرطان الميلانوما. وتؤكد نتائج هذه الدراسة على أهمية فهم الاختلافات البيولوجية بين الجنسين للاستفادة من العلاجات المناعية، مما يُساهم في تطوير علاجات أكثر فعالية لكلا الجنسين.

اللقاحات تحارب سرطان الميلانوما بفعالية

يعتقد كثيرون أن اللقاحات بشكل عام تُعطى للوقاية من الأمراض الناتجة عن الفيروسات، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ. معظم أنواع السرطان لا يوجد لها سبب فيروسي معروف، ولكن لقاحات سرطان الميلانوما يمكن أن تحفّز الاستجابة المناعية ضد خلايا السرطان، وقد عمل العلماء على تطويرها لعلاج سرطان الميلانوما.

ومن الجدير بالذكر أن هناك أنواع من السرطان التي تسببها الفيروسات، وقد أثبتت اللقاحات ضد هذه الفيروسات فعالية هائلة في الوقاية من أنواع السرطان التي تسببها، مثل لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري وفيروس التهاب الكبد الوبائي نوع B.

خطوة هائلة في علاج سرطان الميلانوما

من جانبه، أكد الدكتور الدكتور كريج سلينجلوف جونيور، طبيب الأورام الجراحي والأخصائي في المناعة الانتقالية من جامعة فرجينيا (UVA)، على أهمية هذه النتائج قائلًا: "تدعم هذه النتائج فعالية لقاح سرطان الميلانوما من الجيل الثاني في إطالة بقاء المرضى على قيد الحياة بعد خضوعهم لجراحة الورم الميلانيني. نأمل أن نتمكن من توفير هذا اللقاح للمرضى بالإضافة إلى العلاجات المناعية الفعالة الأخرى حتى يحققوا أقصى استفادة من هذه العلاجات، أكثر من أي علاج بمفرده".

وأضاف أن هذه اللقاحات المعزِّزة تعطي الأمل للمرضى بزيادة فرص بقائهم على قيد الحياة، وأن الجمع بين لقاح الجيل الثاني والعلاجات المناعية الأخرى قد يزيد من فعالية العلاج. كما أكد على أهمية فهم كيفية تأثير الجنس البيولوجي والعمر على المرضى الذين يتلقون العلاج المناعي، حتى يتمكن الباحثون من تطوير استراتيجيات علاجية أكثر فعالية تضمن تحقيق جميع المرضى أقصى استفادة من هذه العلاجات.

المصادر:
آخر تعديل بتاريخ
01 مايو 2024