تشير الأبحاث الحديثة على الفئران إلى أن الأدوية التي تثبط البروتين الرئيسي المسؤول عن الألم، مثل دواء كاربامازيبين المضاد للصرع والاضطراب الثنائي القطب، قد تكون فعالة في تأخير تطور خشونة المفاصل، أو ما يُسمي الفصال العظمي. نستعرض في هذا المقال كيف اكتشف الباحثون تشابهًا في قنوات الصوديوم بين الخلايا الغضروفية التي تشكل الغضاريف السليمة والخلايا العصبية المشاركة في الاستجابة للألم، مما يعزز فهمنا لكيفية تأثير دواء كاربامازيبين في تقليل الألم ومنع تفاقم المرض.
ما هي خشونة المفاصل؟
خشونة المفاصل أو الفصال العظمي، هي حالة مؤلمة ومزمنة، تجعل الحركات اليومية صعبة وأكثر إيلامًا. تشكل إدارة التهاب المفاصل العظمي تحديًا، ولهذا يسعى الباحثون لاستكشاف أدوية فعّالة.
أظهرت دراسة حديثة أن قناة صوديوم محددة في الخلايا العصبية والغضروفية قد تكون نقطة محورية يجب استهدافها، مما يقلل من الألم وتلف المفاصل الناتج عن خشونة المفاصل. يَظهر أن دواء كاربامازيبين يمكن أن يكون فعّالًا في تثبيط هذه القناة.
ما هو دواء كاربامازيبين؟
يُعَدُّ دواء كاربامازيبين مضادًا للصرع، إذ يعمل على تقليل النبضات العصبية المسؤولة عن نوبات وآلام الأعصاب، مثل ألم العصب الثلاثي التوائم واعتلال العصب السكري، كما يُستخدَم أيضًا في علاج الاضطراب الثنائي القطب.
آلية عمل دواء كاربامازيبين:
يعمل على تعزيز تعطيل قنوات الصوديوم، مما يجعل الخلايا العصبية أقل استثارة. قد يقلل من نشاط النواة البطنية للمهاد، أو يقلل من انتقال التشابك العصبي، أو تجميع التحفيز الزمني الذي يؤدي إلى تفريغ الخلايا العصبية.
الآثار الجانبية لدواء كاربامازيبين
تشمل الآثار الجانبية الشائعة لدواء كاربامازيبين:
- الدوخة.
- الرنح وفقدان التنسيق.
- مشكلات في المشي.
- الغثيان والقيء.
- النعاس.
- جفاف الفم
دراسة حديثة نحو علاج مبتكر لخشونة المفاصل
في إطار البحث عن حلول لإدارة خشونة المفاصل، أُجريت دراسة نُشرت في مجلة Nature تستكشف فعالية استهداف قناة الصوديوم Nav1.7 في علاج هذا المرض، إذ قام الباحثون بفحص الخلايا الغضروفية لدى الأشخاص المصابين بخشونة المفاصل، ووجدوا أن قناة الصوديوم Nav1.7 موجودة في الخلايا الغضروفية، وأن الكمية تزداد في خشونة المفاصل.
التجربة:
استخدم الباحثون نماذج الفئران وتحليل الخلايا لتحديد وجود هذه القناة في الخلايا العصبية والغضروفية، وقاموا بحذف قناة الصوديوم Nav1.7 وراثيًا في نماذج الفئران، مما أدى إلى تقليل الألم في الخلايا العصبية وتقليل الضرر الهيكلي، وتطور الفصال العظمي في الخلايا الغضروفية.
النتائج:
- يمكن أن يكون تثبيط هذه القنوات مفتاحًا لإبطاء تطور خشونة المفاصل وتقليل الألم.
- استنتج الباحثون أن دواء كاربامازيبين، المستخدَم لعلاج الصرع، يمكن أن يساعد في تقليل تلف المفاصل، وتحسين ألم الفصال العظمي.
دواء كاربامازيبين لعلاج خشونة المفاصل؟
تمكّن الباحثون بعد تلك التجارب من اختبار ما إذا كان دواء كاربامازيبين يؤثّر على تطور خشونة العظام في الفئران، ووجدوا أن دواء كاربامازيبين ساعد في تخفيف الألم وخفض كمية من فقدان الغضروف.
ختامًا:
هذه النتائج مستمدة من نماذج الفئران، ويجب إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد كيفية تطبيقها على البشر، إذ يتطلب الأمر التحققَ من الفعالية والسلامة لدى البشر قبل تطبيق هذه الاكتشافات على البشر. وعلى الرغم من التحديات، يمثّل هذا البحث خطوة واعدة نحو فهم أفضل لعلاج خشونة المفاصل، ويفتح أفقًا لاستكشاف مسارات العلاج المحتملة مثل العلاجات الموجهة.
