تُعالَج توسَعات الشريان الأبهر عادة بإجراء عملية جراحية كبيرة، يتم فيها استبدال الجزء أو الأجزاء المتوسّعة من الأبهر ووضع وصلات صناعية مكان التوسعات المَرَضية. قد تكون هذه التوسّعات معقّدة وتشمل فروعًا كبيرة رئيسية من فروع الأبهر، مثل الشرايين السباتية والكلوية والبطنية.
كانت هذه العمليات تُجرى في مستشفيات مختصة في جميع أنحاء العالم بعد أن ثَبَت نجاحها في مراكز رائدة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ ستينيات القرن العشرين، وفي أواخر ذلك القرن وبدايات القرن الحالي، تطورت تقنيات إصلاح توسعات الأبهر الصدري والبطني بوضع دعامات داخلية خاصة، يتم تمريرها عبر الأوعية الدموية (أي عن طريق القسطرة) لتجنب العمليات الجراحية الكبيرة، وقد تطورت هذه التقنيات لإصلاح توسعات الأبهر المعقَّدة عن طريق القسطرة أيضًا في المراكز الطبية المتقدمة.
نجح "مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث" في تطبيق برنامج متقدم من نوعه على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعدما قام بزراعة دعامات داخلية للأوعية الدموية وفروع الشريان الأبهر لعشر حالات من مرضى التوسعات الوعائية المعقّدة، الأمر الذي شكَّل نقلة نوعية في تجربة المرضى، ويُعدّ خياراً بديلاً عن إجراء العمليات الجراحية الكبيرة لزراعة وصلات شريانية طبيعية وصناعية، كما يَحُدّ من الآثار المترتبة على العملية الجراحية، مِن آلام شديدة وندوب ظاهرة على الجسد، واحتمال التعرّض للالتهابات.
وكان "التخصصي" قد أطلق برنامج علاج الشريان الأبهر المعقّد؛ لتقديم خدمات علاجية متطورة تعتمد على زراعة دعامات داخلية في الأوعية الدموية، يتم تصميمها خصيصاً لكل مريض على حِدة باستخدام تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد.
طريقة تطبيق علاج الشريان الأبهر المعقد
وأوضح استشاري جراحة الأوعية الدموية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور فارس العمران، أن برنامج علاج الشريان الأبهر يبدأ بتشخيص الحالة المَرَضية، وإجراء الأشعة التداخلية اللازمة لتصوير التوسعات الشريانية، ثم دراسة الحالة من قبل الأطباء المشرفين والمختصين، وبالتعاون مع قسم خدمات الطباعة الطبية الثلاثية الأبعاد بالتخصصي، تُصمَم دعّامات مخصصة للمريض، لترسَل لاحقاً إلى مختبرات خارجية متخصصة لصناعتها، ومن ثم زراعتها لاحقاً.
ويساهم برنامج علاج الشريان الأبهر المعقد في تحسين تجربة المستفيد، وذلك بتقليل فترة الشفاء وبقاء المريض في المستشفى لمدة لا تتجاوز أربعة أيام في معظم الحالات، فيما يتطلب الإجراء الجراحي المتَّبع سابقاً بقاء المريض لفترة أطول، والذي قد يضع المريض عُرضة للالتهابات والمضاعفات الجانبية.
