كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية (JAHA) عن صِلة محتملة بين مجموعات معينة من المواد الغذائية المستهلَكة خلال فترة الحمل وارتفاع خطر الإصابة باضطراب تسمم الحمل.
وأشارت الدراسة إلى أن النساء اللاتينيات (من أصول إسبانية) أكثر عرضة للإصابة باضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل بشكل متكرر مقارنة بالنساء من مجموعات عِرقية أخرى. وعلى الرغم من قلة الأبحاث التي تُعالج هذا التفاوت الصحي، فإن الدراسة الحالية تُقدم نتائج مهمة تُساعد في فهم العوامل الغذائية التي قد تُؤثر على خطر الإصابة باضطراب تسمم الحمل لدى النساء اللاتينيات.
ارتفاع معدلات تسمم الحمل بين النساء الحوامل من أصول إسبانية
شمَلت الدراسة 451 امرأة حامل من أصول إسبانية، ووجدت أن 12% منهن قد أصبنَ باضطراب تسمم الحمل. ويُعدّ هذا الرقم ضعف المعدل الوطني البالغ 6%، كما أشار الدكتور لويس مالدونادو من كلية كيك للطب بجامعة كاليفورنيا الجنوبية في الولايات المتحدة.
وصرّح مالدونادو قائلًا: "هذه النتائج مثيرة للقلق، وتؤكد على الحاجة إلى إجراء دراسة لتحديد العوامل التي تسبب هذا التفاوت الصحي، واكتشاف تدخلات فعالة للوقاية من تسمم الحمل".
دراسة تبحث في تأثير النظام الغذائي على ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وحدوث تسمم الحمل
لتحديد ما إذا كانت هناك صلة بين النظام الغذائي واحتمال الإصابة باضطرابات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، استخدَم الباحثون البيانات التي تم جمعها من خلال دراسة استطلاعية يجريها مركز MADRES، الذي يهدف إلى فهم تأثير التعرض للعوامل البيئية والضغوطات الاجتماعية على صحة الأمهات وأطفالهن، وعلى الحوامل، خاصة النساء اللاتينيات ذوات الدخل المنخفض في منطقة لوس أنجلوس.
وأكملت المشارِكات استبيانَين حول استهلاكهنّ للطعام والمشروبات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل. كما جمع الفريق أيضًا معلومات عن اضطرابات ارتفاع ضغط الدم من السجلات الطبية للنساء.
وحدَّد الباحثون نمطَين غذائيين رئيسيين بين النساء الحوامل:
- النمط الغذائي الأول: كانت الخضراوات والزيوت والفواكه والحبوب الكاملة واللبن (الزبادي) هي أكثر الأطعمة استهلاكًا فيه.
- النمط الغذائي الثاني: كان يتكون بشكل أساسي من الدهون الصلبة والحبوب المعالَجة والجبن والسكر المضاف واللحوم المصنعة.
النظام الغذائي يُؤثر على خطر الإصابة باضطراب تسمم الحمل
أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي اتَّبعن نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون الصلبة والحبوب المعالَجة والجبن كُنَّ أكثر عرضة للإصابة باضطراب تسمم الحمل بأربعة أضعاف من النساء اللواتي لم يتبعن هذا النظام خلال الحمل. بينما كانت النساء اللواتي اتَّبعن نظامًا غذائيًا يركّز بشكل أساسي على الخضراوات والزيوت والفاكهة، أقل عرضة للإصابة بتسمم الحمل من النساء اللواتي لم يتبعنَ هذا النظام خلال الحمل، وكان تأثير اتباع هذا النظام الغذائي أقوى بين النساء اللواتي كُنَّ يعانين من زيادة الوزن قبل الحمل. وتُعتبر زيادة الوزن عاملًا معروفًا يزيد خطر الإصابة باضطراب تسمم الحمل.
وأشار مالدونادو إلى وجود صلة بين النظام الغذائي العام أثناء الحمل وحدوث تسمم الحمل، وأن هذه الدراسة تقدم معلومات مهمة حول المجموعات الغذائية التي قد تُقلِّل أو تزيد من خطر الإصابة به. وأضاف أن النظام الغذائي هو عامل قابل للتغيير في نمط الحياة، مما يجعله نقطة تدخّل محتملَة خلال فترة الحمل، وأن النتائج التي توصَّلت إليها هذه الدراسة تشير إلى أن النساء الحوامل اللاتينيات ذوات الدخل المنخفض، المعرَّضات بشكل أكبر لخطر للإصابة بتسمم الحمل، قد يستفِدنَ من التوجيهات الغذائية خلال زيارات ما قبل الولادة لتحسين تناول مجموعات معينة من الأطعمة، مثل الخضراوات والزيوت والفواكه.
جودة النظام الغذائي مرتبطة باضطراب تسمم الحمل
قَيّم الباحثون جودة النظام الغذائي للنساء المشاركات في الدراسة وفقًا لمؤشر الأكل الصحي، وفحصوا العلاقة بين جودة النظام الغذائي واحتمال حدوث تسمم الحمل. وعلى الرغم من أن الأنظمة الغذائية التي سجلت أعلى درجات في مؤشّر الأكل الصحي، ما يشير إلى جودتها العالية، كانت مرتبطة بانخفاض عدد حالات تسمم الحمل، فإن العلاقة لم تكن قوية بما يكفي لتكون ذات دلالة إحصائية، باستثناء حالات النساء اللواتي كن يعانين من زيادة الوزن قبل الحمل.
الحاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لفهم العوامل التي تُؤثر على خطر الإصابة باضطراب تسمم الحمل
أشار مالدونادو إلى أن مؤشّر الأكل الصحي مبنيّ على الإرشادات الغذائية لسكان الولايات المتحدة بشكل عام، وأن المبادئ التوجيهية قد لا تكون الأنسب للوقاية من تسمم الحمل أو اضطرابات ارتفاع ضغط الدم الأخرى أثناء الحمل بين النساء الحوامل من أصول إسبانية وذوات الدخل المنخفض، وذلك بناءً على نتائج هذه الدراسة.
ومع ذلك، بناءً على هذه البيانات، قال مالدونادو إن الأدلة تشير إلى أن اتباع نظام غذائي يتكون من الخضراوات والزيوت والفواكه يبدو أنه النظام الغذائي الأكثر فائدة بين الأنظمة الغذائية التي تم تقييمها في الدراسة لتقليل احتمالية الإصابة بتسمم الحمل بين النساء اللاتينيات ذوات الدخل المنخفض. وأكد على الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم أي مجموعة من الأطعمة في النظام الغذائي العام هي الأمثل للوقاية من تسمم الحمل.
ما هو تسمم الحمل؟
تسمم الحمل هو أحد مضاعفات الحمل، وهو حالة خطيرة تتمثل في ارتفاع ضغط الدم وتطوره خلال فترة الحمل. غالبًا ما تعاني النساء المصابات بتسمم الحمل من ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات البروتينات في البول، وعادة ما يبدأ تسمم الحمل بعد 20 أسبوعًا من الحمل. ويمكن أن يؤثر أيضًا على أعضاء أخرى في الجسم، وأن يشكل خطورة على الأم وجنينها.
ما هي أعراض تسمم الحمل؟
تشمل أعراض تسمم الحمل ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة نسبة البروتينات في البول.
- احتباس الماء في الجسم، يمكن أن يسبب ذلك زيادة الوزن والتورم.
- الصداع.
- رؤية ضبابية أو حساسية للضوء.
- ظهور بقع داكنة في الرؤية.
- ألم في الجانب الأيمن من البطن.
- تورم في اليدين والوجه.
- ضيق في التنفس.
وقد يتضمن تسمم الحمل الشديد أعراضًا مثل:
- انخفاض وظائف الكلى أو الكبد.
- تجمع السوائل في الرئتين.
- انخفاض مستويات الصفائح الدموية (نقص الصفيحات الدموية).
- قلة البول.
