صحــــتك

المفطورات الرئوية: سبب الالتهاب الرئوي الغامض في الصين

إعداد مريم الجبارات
ما الارتباط بين مرض الانسداد الرئوي المزمن والسعال؟
انتشار جديد لالتهابات الرئة بجراثيم قديمة

اكتُشف حديثًا أن فيروس الالتهاب الرئوي الغامض الذي انتشر في الصين مؤخرًا ليس بفيروس حقيقة، إنما بكتيريا تُعرف باسم المفطورة الرئوية (الاسم العلمي: Mycoplasma pneumoniae)، وهي بكتيريا قديمة نسبيًا، ولكنها أصابت أعدادًا كبيرة من السكان بشكل واسع في الصين، ثم ظهرت أيضًا في الدنمارك وفرنسا وفي ولاية أوهايو في أمريكا.
دعا انتشار هذا المرض منظمة الصحة العالمية لطلب المعلومات من الصين حين لاحظت زيادة في الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا في شمال الصين منذ منتصف أكتوبر الماضي مقارنة بنفس الفترة في السنوات الثلاث السابقة. ولكن وُجد أنه لا داعي للقلق، لأن المفطورات الرئوية كانت هي السبب في ذلك.

عودة المفطورة الرئوية

تحظى هذه البكتيريا باهتمام خاص، فقد نقلَت مجلة "ذا لانسيت" مؤخرًا بيانات عن مراقبة مستقبلية عالمية تُظهر عودة الإصابات ببكتيريا المفطورة الرئوية (الاسم العلمي: Mycoplasma pneumoniae) في أوروبا وآسيا بعد أكثر من ثلاث سنوات من انتشار فيروس كورونا.
هذا العودة المتأخرة لبكتيريا ميكوبلازما الرئة أو المفطورة الرئوية تأتي بعد أن كانت السلطات الصينية قد أعلنت في الثالث عشر من نوفمبر ملاحظة زيادة في حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي في البلاد، ربما بسبب رفع القيود المرتبطة بالكورونا وانتشار مسببات الأمراض المعروفة.

في الحادي والعشرين من نوفمبر 2023، ذكرت تقارير أن هناك مجموعة من حالات الميكوبلازما غير المشخَّصة لدى الأطفال في شمال الصين.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الصين بررت ارتفاع الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا برفع القيود المرتبطة بجائحة "كوفيد-19".

وفقًا للدكتور نيخيل مودي، فإن المفطورة الرئوية هي عدوى بكتيرية يمكن أن تسبب العديد من الأعراض، بما في ذلك:

ومع ذلك، فقد كانت هذه البكتيريا موجودة لفترة طويلة، ويمكن للأطباء التحكم في العدوى. لذا لا يوجد حاجة للذعر في الوقت الحالي، فالشيء الجيد هو أن الأدوية المعروفة حاليًا يمكن أن تكون فعالة للغاية ضد الميكوبلازما، ويمكن التحكم فيها بسهولة نسبيًا.

لماذا اعتُقِد أن المفطورة الرئوية هي فيروس جديد في الصين؟

أثارت التقارير الأخيرة بشأن "الميكوبلازما" في الصين مخاوف البعض من تكرار كارثة فيروس كورونا الذي ظهر لأول مرة كحالات التهاب رئوي غامضة في مدينة ووهان الصينية في عام 2019.

تُشير التقارير إلى أن المفطورة الرئوية هي نوع من البكتيريا التي تتصرف بشكل أشبه بالفيروسات، وتنتشر بسرعة بين الأشخاص، وتُصيب كلتا جوانب الرئتين، مما يزيد من السعال وصعوبات التنفس وألم الصدر. كما تُلحق أضرارًا ببطانة الجهاز التنفسي (الحلق، الرئتين، القصبة الهوائية). ومن الممكن أن توجَد هذه البكتيريا لدى الأشخاص في الأنف أو الحلق في وقت ما دون أن يكونوا مرضى.

وقد يحدث لدى المصابين انخفاض في مستويات الأكسجين في الدم.

لا نشهد مثل هذا التفشي عادة بسبب بكتيريا الميكوبلازما، لذا ليس واضحًا بعدُ ما إذا كانت هناك تغيرات في البكتيريا لدى مجموعة معرَّضة في الصين. وأظهرت دراسة أن المفطورة الرئوية كانت مهدِّدة للحياة في الصين لمدة تقارب العامين بسبب التدابير المتخذة لمكافحة الكوفيد-19 التي تم رفعها منذ ذلك الحين.

تُشير التقارير أيضًا إلى أن هذه البكتيريا تنتشر بسرعة أقل من الفيروسات، ولكنها يمكن أن تؤثر على الحلق وجيوب الأنف، وتنتقل بسرعة إلى الرئتين مسببة الالتهاب الرئوي. ولهذا السبب، يجب الحد من التعرض لأي شخص يعاني من العطس أو السعال المستمر في بيئة مغلقة أو مكتظة. وتشمل علامات المرض:

  • انخفاض تعداد كريات الدم الحمراء.
  • طفحًا جلديًا.
  • آلام المفاصل.
  • الحمى.

تزداد مخاطر الإصابة بهذه العدوى في فصل الشتاء، وقد يشتكي الأطفال من:

الوقاية من المفطورة الرئوية

للوقاية من هذه العدوى، يُنصح بتقوية وتعزيز جهاز المناعة من خلال: 

  • اتباع نظام غذائي جيد.
  • ممارسة الرياضة.
  • الحصول على قسط كاف من النوم.
  • تجنب الأماكن المزدحمة.
  • ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة لحماية نفسك من جميع أنواع الأمراض التنفسية.
  • يُنصح بممارسة أسس النظافة الشخصية عن طريق غسل اليدين قبل تناول الطعام أو بعد التفاعل مع الأشخاص المصابين.

يمكن أن تسبب هذه البكتيريا الالتهاب الرئوي لدى أي فئة عُمرية، خاصة الأطفال وكبار السن، أو أولئك الذين يعانون من مرض مزمن في الرئتين.

إذا كان هناك سعال وحمى وضيق في التنفس، يجب الاتصال على الفور بالطبيب. في المراحل الأولى، يكون الشفاء أسرع وأفضل. ويُعَد الأشخاص الذين لديهم مشكلات تنفسية معرَّضين للإصابة بهذه العدوى بشكل شديد.

هناك العديد من المضادات الحيوية التي تكون فعّالة ضد هذه العدوى. يُمكن استخدام مضاد الالتهاب الحاد الذي يحتوي على الأزيثرومايسين للسيطرة على العدوى في الأطفال، بينما يمكن استخدام دوكسيسيكلين وموكسيفلوكساسين لعلاج الكبار. ومع ذلك، فإن استشارة الطبيب ضرورية قبل تناول أي دواء. وعادةً ما يمكن للطبيب أن يشخّص العدوى باستخدام السماعة الطبية لاكتشاف أصوات التنفس غير الطبيعية، كما قد يساعد التصوير بالأشعة السينية للصدر والفحص بالتصوير المقطعي (CT scan) الطبيب في تشخيص الحالة.

 

المصدر:

China mysterious disease outbreak

آخر تعديل بتاريخ
08 ديسمبر 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.