السمنة قد تزيد من خطر إصابة الأطفال بمرض التصلب اللويحي

إعداد رنا خزعل

كشفت دراسة جديدة من المقرَّر أن يتم تقديمها في المؤتمر الأوروبي للسمنة لهذا العام في مدينة البندقية بإيطاليا، عن وجود علاقة قوية بين السمنة لدى الأطفال وزيادة خطر الإصابة بمرض التصلب اللويحي في مرحلة لاحقة من حياة الطفل. أجرى هذه الدراسة فريق من الباحثين من معهد كارولينسكا في ستوكهولم بالسويد، فقد قاموا بتحليل بيانات لأكثر من 21 ألف طفل يعاني من السمنة، إلى جانب بيانات لأكثر من 102 ألف طفل من عموم السكان، وكشفوا أن الأطفال الذين يعانون من السمنة كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض التصلب اللويحي عند بلوغهم مقارنة بالأطفال الذين لا يعانون من السمنة.

ارتفاع مؤشر كتلة الجسم في مرحلة المراهقة يرتبط بمرض التصلب اللويحي

تشير الأدلة الجديدة إلى وجود علاقة بين ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) في سن المراهقة وزيادة خطر الإصابة بمرض التصلب اللويحي أو التصلب العصبي المتعدد. ومع ذلك، فإن معظم الدراسات التي تُقيّم هذا الارتباط هي دراسات مقطعية قائمة على الملاحظة، وقد تم تصميمها بأثر رجعي باستخدام بيانات مُبلّغ عنها ذاتيًا من قبَل المشاركين، وقد استخدمت العلاقات الوراثية أو بيانات وزن الأطفال قبل إصابتهم بالسمنة.

وفي دراسة جديدة، أجرى باحثون من معهد كارولينسكا في ستوكهولم تقييمًا استباقيًا لمخاطر الإصابة بمرض التصلب اللويحي في مجموعة كبيرة من الأطفال الذين يعانون من السمنة، وقارنوها بمجموعة من الأطفال من عموم السكان الذين لا يعانون من السمنة.

دراسة العلاقة بين سمنة الأطفال ومرض التصلب اللويحي

شملت الدراسة الجديدة المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و19 عامًا الذين يعانون من السمنة، والذين سُجلت بياناتهم في قاعدة بيانات السجل السويدي لعلاج السمنة لدى الأطفال (BORIS)، في الفترة بين عامي 1995 و2020، بالإضافة إلى مجموعة متطابقة من الأطفال من عموم السكان الذين لا يعانون من السمنة.

وقد تم اعتماد معايير المطابقة للجنس وسنة الولادة والمنطقة السكنية، واستبعاد من يعانون من السمنة الثانوية الناتجة عن أمراض معيّنة مثل أورام الدماغ والورم القحفي البلعومي، والمتلازمات الوراثية مثل متلازمة براد-ويلي ومتلازمة داون، بالإضافة إلى الذين تم تشخيصهم بمرض التصلب اللويحي قبل سن 15 عامًا، أي أن المرض قد تطور بالفعل في مرحلة الطفولة.

حدّد الباحثون حالات التصلب اللويحي من خلال السجل الوطني للمرضى في السويد، وقاموا بمتابعة المرضى منذ بدء علاج السمنة، أو من عمر 15 عامًا إذا كان العلاج قد بدأ في وقت سابق، حتى فترة التشخيص بمرض التصلب اللويحي، أو الوفاة، أو الهجرة، أو شهر أغسطس 2023.

وقاموا باستخدام النمذجة الحاسوبية والإحصائية ليبحثوا عن أي ارتباط محتمل بين السمنة ومرض التصلب اللويحي. ونظرًا للارتباطات الوراثية المبلَّغ عنها سابقًا للمرض، قاموا أيضًا بتقييم درجات إصابة أحد الوالدين به، فقد كان موجودًا بنسبة 0.99% في مجموعة الأطفال الذين يعانون من السمنة، وبنسبة 0.68% في مجموعة الأطفال من عموم السكان الذين لا يعانون من السمنة.

سمنة الأطفال تضاعف خطر الإصابة بمرض التصلب اللويحي

حلّل الباحثون بيانات 21661 طفلًا مصابًا بالسمنة الذين بدأوا علاج السمنة عندما كان متوسط أعمارهم 11.4 عامًا، بالإضافة إلى بيانات 102230 طفلًا غير مصاب بالسمنة. وخلال فترة المتابعة، الذي بلغ متوسط مدتها 5.6 سنوات، تم تشخيص 0.13% من الأطفال الذين يعانون من السمنة بمرض التصلب اللويحي، بينما تم تشخيص 0.06% من مجموعة الأطفال الذين لا يعانون من السمنة بالمرض. وقد كان متوسط عمر المشاركين الذين تمت متابعتهم عندما تم تشخيصهم بمرض التصلب اللويحي 23 عامًا، وكذلك كان العمر عند التشخيص بالمرض متقاربًا في المجموعتين.

السمنة عامل رئيسي للإصابة بمرض التصلب اللويحي

صرَّح الباحثون أنه على الرغم من فترة المتابعة القصيرة، فإن النتائج التي توصلت إليها الدراسة تسلط الضوء على أن السمنة في مرحلة الطفولة تُضاعِف خطر الإصابة بمرض التصلب اللويحي. ونظرًا لانتشار السمنة بين الأطفال، فمن المرجح أنها تؤدي دورًا رئيسيًا في الارتفاع المستمر لحالات الإصابة بهذا المرض.

وأشاروا إلى أن عدة دراسات تشير إلى ارتفاع معدلات الإصابة بمرض التصلب اللويحي على مدى عقود عديدة، ويعتقد العلماء أن السمنة هي أحد الأسباب الرئيسية لهذا الارتفاع، وأن نتائج هذه الدراسة الاستباقية تؤكد على دور السمنة في الإصابة بمرض التصلب اللويحي.

المصادر:
آخر تعديل بتاريخ
07 مايو 2024