أجرى الفريق الطبي بمستشفى الولادة والأطفال في منطقة نجران (جنوب السعودية) جراحة دقيقة لطفلة حديثة الولادة مصابة بعيب خَلْقي في الرأس ووجود بروز خلف الجمجمة، استغرقت العملية 5 ساعات، بعمل فتحة في الكتلة، والتعامل بحذر مع الأنسجة العصبية والأوعية الدموية، واسترجاع الأنسجة الحساسة إلى وضعها الطبيعي، مع استئصال الكتلة الزائدة، وإعادة ترميم الأنسجة السحائية التي تُغطّي المخ.
وقد أسفرت الفحوصات السريرية والإشعاعية عن تشخيص الحالة بمرض القِيلَة الدماغية "Encephalocele"، وهو بروز ورمي يَظهر في الجزء الخلفي من الجمجمة، يعود السبب فيه إلى عدم انغلاق الأنبوب العصبي لدى الأطفال المصابين به في الأسبوع الرابع من الحمل.
ما هي القِيلَة الدماغية؟
القِيلَة الدماغية، ويُطلَق عليها أحياناً القَحف المَشقوق، هي مرض وراثي نادر، يُعَدّ عيبًا خَلْقيًا في الأنبوب العصبي، يحدث عندما لا ينغَلق الأنبوب العصبي (القناة الضيقة التي تربط الدماغ بالحبل الشوكي) بشكل كامل أثناء الحَمل والنمو الجَنيني، وتتميز بوجود بروز كيسي للدماغ والأغشية السحائية المحيطة خلال فتحة خلفية في الجمجمة، أو بانفتاق الدماغ عبر الجمجمة، والذي لا يزال متصلًا بالأنسجة داخل الجمجمة.
أما فيما يتعلق بالأعراض، فقد تترافق القِيلَة الدماغية في الغالب بوجود عيوبٍ خَلْقيةٍ في القَحف والوَجه، أو تشوهات في الدماغ. قد تتضمّن الأعراض: مشكلات عصبية، مثل تأخرٍ في النمو، ومشكلات في الإبصار، والتخلّف العقلي، وتشنّجات، واستسقاء الرأس، وتجمّع السائل الشوكي في الدماغ، وشلل رباعي تشنّجي، وصِغَر الرأس.
تَظهَر القِيلة الدماغية في أشكال عديدة، مثل وجود شقّ في أسفل أو منتصف الجمجمة، أو بين الجبهة والأنف، أو على الجانب الخلفي من الجمجمة، أما فيما يتعلق بصعوبة استئصالها فهذا يتوقف على موقعها.