يُطرح هذا السؤال مراراً هذه الأيام بعد ظهور حالات تكررت فيها الإصابة بفيروس كورونا الجديد بعد شفاء المريض من الإصابة الأولى، فهل حَدَثت العدوى مرة ثانية؟ أم أن الشفاء لم يَكن تاماً؟

نُشرت دراسةٌ مهمة من كوريا الجنوبية عن هذا الموضوع، إذ نَجحتْ تلك الدولة بالتعامل بكفاءة عالية مع المَوجة الأولى من جائحة فيروس كورونا الجديد التي ضَربتْها خلال أيام قليلة من انتشار هذا الوباء في الصين المُجاورة، وكان البرنامج الذي اتَّبعَته الهيئاتُ الصحية في كوريا الجنوبية من أكثر البرامج نجاحاً في العالَم حسب تقدير منظمة الصحة العالمية.

واشتَمل برنامج كوريا الجنوبية على المواجهة الشاملة من خلال:
- التثقيف الصحي الفعّال.
- استِخدام اختبار فحص وكشف وجود فيروس كورونا الجديد بشكل مبكر وعلى نطاق واسع.
- حَجر المصابين، وتَتبّع المخالِطين وحَجرهم وفق برنامج صارِم استُخدِمتْ فيه وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج الهاتف النقال.
- تم علاج المصابين بحالات شديدة في مستشفيات مخصّصة.
- تطبيق برامج تَباعد اجتماعي وعَزل مجتَمعي بشكل انتقائي حازِم دون الإخلال بالنشاط الاقتصادي ودون فَرض حَظر شامل للتجول في مُدُنٍ ومناطق كاملة مثلما فَعَلت الصين.

وبفضل هذا البرنامج الشامل انحصرت الإصابات المُثبَتة حتى اليوم (22 إبريل/نيسان 2020) في حدود 10694 حالة و 235 وفاة (2.2%).

حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا الجديد
سُجِّلَتْ 51 حالة لمرضى خَرَجوا من المستشفى بعد الإصابة الأولى وبعد أن ثَبتَ بفحص PCR انتهاء وجود فيروس كورونا الجديد في مَسحة الأنف والحَلق عندهم، إلا أنهم عادوا إلى المستشفى بعد يومين إلى عشرة أيام وثَبت لديهم بالفحص نفسه عودة وجود هذا الفيروس من جديد! تمت متابعة تسجيل مثل هذه الحالات.

وفي 22 إبريل نَشَرتْ كوريا الجنوبية وجود 180 حالة مماثلة ثبت لديهم بفحص PCR عودة وجود فيروس كورونا الجديد في مسحة الأنف والحَلق. وكانت أعراض مرض كوفيد 19 موجودة عندهم ولكنها في الغالب أقلّ حِدّة.
وفي هذه المرة قامت السلطاتُ الصحية بعمل زرع للفيروس، وهو فحصٌ أكثر دقة من فحص PCR ولكنه يحتاج إلى فترة أسبوعين قبل معرفة النتيجة. أُجري فحص الزرع حتى الآن على 39 مريضاً من هؤلاء، وأظهَرت النتائج الأولية عدم ظهور الفيروس في الزرع مما يدل على أنه لا يستطيع التكاثر ولا أن يسبب العدوى.
​

ما سبب نتيجة فحص PCR التي تُظهِر عودة تواجد فيروس كورونا الجديد؟
هل هي عدوى ثانية من الفيروس نفسه؟ ألا تسبب الإصابة بفيروس كورونا الجديد مناعة دائمة مثل كثير غيره من الفيروسات؟ هل نتيجة فحص PCR عند خروج المريض من المشفى كانت خاطئة؟ أم أنَّ الفيروس لم يتم القضاء عليه تماماً وظَلّ كامناً؟ أم أنَّ الفيروس قد تَغيَّر قليلاً وعاد بشكلٍ مُتحَوّلٍ جديد؟ أسئلة لم يَجد العِلم لها جواباً قاطعاً حتى الآن، وتستمر الأبحاث لكشف أسرار هذا الفيروس الجديد.