كبار السن هم أكثر سعادة من غيرهم

تبين منذ زمن أن التوتر بشكل عام والتوتر اليومي الذي نعاني منه جميعا في العمل ومسؤوليات الحياة المختلفة يؤثر سلباً في صحتنا النفسية والبدنية، حيث يعد التوتر عاملاً مسهماً في عديد من الحالات تتراوح من الأرق إلى أمراض القلب والأوعية.

لفهم التوتر وأسبابه وتأثيراته بشكل أكبر، قامت مجموعة من الباحثين من جامعة بنسلفانيا، وجامعة أريزونا الشمالية، وجامعة كاليفورنيا بالبحث فيما إذا كان الأشخاص من أعمار مختلفة يعانون من مستويات مختلفة من التوتر، واشتمل منهجهم في البحث على فصل المواقف المسببة للتوتر التي حصلت معهم عن استجابتهم العاطفية لهذه الأحداث.

كيف أجريت الدراسة؟

امتدت الدراسة على مدى 20 عاماً، سأل خلالها الباحثون حوالي 3,000 شخص عن عدد مسببات التوتر العادية اليومية التي يقاسونها، وعن استجابتهم العاطفية لها. تراوحت أعمار المشاركين في الدراسة بين العشرينات والتسعينات من العمر.

ما نتائج الدراسة:

توصلت الدراسة إلى أن الأشخاص تحت سن الثلاثين يعانون من أعلى مستويات من التوتر، وذلك يشمل أكبر عدد من مسببات التوتر، بالإضافة إلى أقوى استجابة عاطفية لها، ويعزى ذلك إلى أن بداية مرحلة البلوغ يتخللها كثير من التغييرات في الحياة، وهي وقت نتخذ فيه كثيرًا من القرارات، وأمامنا عدد كبير من الخيارات، وربما هي الوقت الذي نتعلم فيه تنظيم المشاعر بشكل صحيح، ولكن وبغض النظر عن الأسباب، فإن الدراسة تشير إلى أن مستويات التوتر تنخفض مع التقدم بالسن.

يستمر التحسن في مستويات التوتر حتى سن الشيخوخة، حيث يكون في هذه المرحلة عدد مسببات التوتر أقل بنسبة 25% من تلك التي في منتصف العمر، وأقل بنسبة 38% من أصغر البالغين عمراً. قد يُعزى بعض هذا التحسن في مستويات التوتر إلى التقاعد من العمل، وتخطي مرحلة تربية الأولاد. لا بد من التنويه هنا إلى أن انخفاض مستوى التأثر بالأمور التي تسبب توترًا عند منتصف العمر (منتصف الخمسينات) يستمر في سن الشيخوخة.

يتنبأ الباحثون أن أسباب انخفاض مسببات التوتر والاستجابة العاطفية لها بهذا الشكل تشمل وصول الشخص إلى توازن أكبر بين تحديات الحياة وقدراته، أو الوصول إلى فهم أكبر للذات وتقبل الذات، وقدرة على تنظيم المشاعر بشكل أفضل، وهو ما نسميه بالحكمة.

لا بد من إجراء المزيد من الأبحاث بالطبع للتعرف على الأسباب الحقيقية وراء انخفاض مستويات التوتر، ولكن تشير هذه النتائج إلى أن الحياة تصبح أكثر سعادة مع التقدم بالسن.

 

المصدر:

https://www.psychologytoday.com/us/blog/time-out/202301/getting-older-and-chilling-out

01 فبراير 2023
آخر تعديل بتاريخ