دراسة لتقييم إمكانية حدوث مناعة القطيع في إسبانيا

دراسة الأجسام المضادة لكوفيد-19 في أسبانيا (GETTY)

يعتقد العلماء أن الانتشار الواسع في المجتمع قد يؤدي لأعداد كبيرة من حالات العدوى بدون أعراض، مما قد يؤدي لانتشار واسع للأجسام المضادة بين السكان، وما يترتب على هذا من اكتساب المناعة بين السكان، وتعد إسبانيا واحدة من الدول الأوروبية الأكثر تضرراً من جائحة COVID-19، وتُعد فحوصات الأجسام المضادة أداة قيّمة لتقييم مدى انتشار الوباء، نظرًا لوجود حالات بدون أعراض وقلة الوصول إلى الاختبارات التشخيصية، وتهدف هذه الدراسة إلى تقدير مدى انتشار العدوى بسارس CoV-2 بين السكان في إسبانيا، ومن ثم تقييم إمكانية حدوث مناعة القطيع.

* دراسة لتحديد نسبة الأجسام المضادة

تم اختيار 35883 أسرة باستخدام عينات عشوائية من مرحلتين مقسمة بحسب حجم المقاطعة والبلدية، مع دعوة جميع السكان للمشاركة، في الفترة من 27 إبريل إلى 11 مايو 2020، وأجاب 61075 مشاركًا (بنسبة 75.1٪ من جميع الأفراد الذين تم الاتصال بهم داخل الأسر) على استبيان حول تاريخ الأعراض المتوافقة مع COVID-19 وعوامل الخطر.

وخضع المشاركون في الدراسة لاختبار الأجسام المضادة في الدم بطريقتين، وتم تعديل معدل انتشار الأجسام المضادة IgG في هذه العينات حسب الفئة العمرية والجنس إحصائياً.

* نتائج الدراسة لتحديد نسبة الأجسام المضادة

وجدت الأجسام المضادة في نسبة تتراوح بين 4.6 - 5% فقط من الحالات التي تمت دراستها، مع عدم وجود فروق بحسب الجنس، ومع انخفاض انتشار الأجسام المضادة لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات حول 3.1%، وكان هناك تنوع جغرافي كبير، مع انتشار أعلى حول مدريد أكثر من 10٪، وأقل في المناطق الساحلية أقل من 3٪.

وتراوحت النتائج الإيجابية للأجسام المضادة في المصابين الإيجابيين للمسحة منذ أسبوعين بين 81-95.3%، بينما كانت نسبة الأجسام المضادة حوالي 20% من المشاركين الإيجابيين للمسحة الذين يعانون من الأعراض.

انخفاض مستويات الأجسام المضادة يستوجب الاستمرار في اجراءات الوقاية


* قراءة في نتائج دراسة الأجسام المضادة

وجدت الدراسة أن غالبية السكان الإسبان سلبيون لعدوى السارس CoV 2، حتى في المناطق الساخنة، واحتوت معظم الحالات الإيجابية للمسحة على أجسام مضادة للفيروس، ونسبة كبيرة من الأشخاص الذين عانوا من أعراض متوافقة مع COVID-19 كانوا سلبيين للمسحة، وثلث الحالات التي كانت موجبة للأجسام المضادة على الأقل كانت بدون أعراض.

توضح هذه النتائج أنه على الرغم من الانتشار الكبير لمرض كوفيد-19 في إسبانيا، وتوقع العلماء أن هذا الانتشار قد تستتبعه مناعة القطيع (أو توافر الأجسام المضادة في نسبة كبيرة من السكان)، إلا أن نتائج الدراسة أوضحت أن معدل انتشار الأجسام المضادة في السكان كان حوالي 5% فقط من السكان، مما يشير لأهمية الحفاظ على تدابير الصحة العامة لتجنب موجة وبائية جديدة.
09 يوليو 2020
آخر تعديل بتاريخ