دراسة: التخدير النصفي يقلل مضاعفات الولادة المهبلية

أظهر بحث جديد أن استخدام التخدير النصفي أثناء الولادة المهبلية يرتبط بانخفاض حاجة الأمهات للرقود في المستشفى بسبب مضاعفات الولادة، ومن ضمنها نزيف ما بعد الولادة، بنسبة 14%، وفقًا للباحثين الذين نشروا نتائج بحثهم هذا الأسبوع في JAMA Network Open.

 

بيانات الدراسة

تشير النتائج إلى أن زيادة استخدام المسكنات فوق الجافية أو التخدير النخاعي فوق الجافية قد يحسن نتائج صحة الأم. وركزت الدراسة على النساء اللواتي لا يدعم التأمين الصحي لهن استخدام هذا النوع من التخدير أثناء الولادة الطبيعية المهبلية. وأظهرت البيانات السابقة من فرنسا أن استخدام المسكنات فوق الجافية أو التخدير النخاعي فوق الجافية مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بنزيف حاد بعد الولادة.

 

ولفحص العلاقة بين تسكين آلام المخاض وحاجة الأمهات للرقود في المستشفى نتيجة اعتلالات الولادة الشديدة في الولايات المتحدة، حلل الدكتور لي غوانا من جامعة كولومبيا ، نيويورك سيتي، وزملاؤه أكثر من 575000 ولادة مهبلية في مستشفيات نيويورك بين عامي 2010 و2017؛ وكانت نسبة (47.4%) من هؤلاء النساء حصلن على حقنة فوق الجافية أثناء المخاض.

 

وركز الباحثون على اعتلال الأمهات الشديد، بما في ذلك 16 تعقيدا، مثل قصور القلب وتعفن الدم، وخمسة إجراءات تشمل استئصال الرحم والحاجة للرقود في العناية المركزة من أجل التنفس الصناعي. كما أخذوا في الاعتبار خصائص المريضة والأمراض المصاحبة والعوامل المتعلقة بالمستشفى لتحديد المريضات اللواتي كنّ أكثر عرضة للإصابة أو الوفاة. وخلال فترة البحث، كانت نسبة المرض، ومن ضمنها نزيف ما بعد الولادة، لدى الأمهات اللواتي تلقين حقناً فوق الجافية للتخدير أقل بنسبة 14% مقارنة بالأمهات اللواتي لم يتلقين الحقنة.

 

وقال مؤلف الدراسة جان غوليلمينوتي، حاصل على دكتوراه في الطب وطبيب تخدير في كلية فاجيلوس للأطباء والجراحين في كولومبيا، إن "استخدام المسكنات فوق الجافية أو التخدير النخاعي فوق الجافية قد يسهل التقييم المبكر وإدارة المرحلة الثالثة من المخاض، لتجنب تصاعد نزيف ما بعد الولادة إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الموت".

 

 

مخاطر موت أو اعتلال الأمهات بعد الولادة

صنفت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية اعتلال الأمهات الحاد بعد الولادة أولويةً للصحة العامة. وتظهر البيانات الحديثة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) زيادة في معدلات وفيات الأمهات وتفاقم التفاوتات حسب العرق.

 

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، توفيت 861 امرأة لأسباب تتعلق بالأمومة في عام 2020، في حين كان العدد تقريبا 754 في عام 2019. وارتفع معدل وفيات الأمهات من 20.1 إلى 23.8 حالة وفاة لكل 100.000 ولادة حية.

 

واتفق الباحثون المنتسبون إلى جامعة تورنتو ومستشفى الأطفال على أن استخدام المسكنات فوق الجافية أو التخدير النخاعي فوق الجافية أثناء الولادة المهبلية قد يحسن نتائج صحة الأم، وقد تكون استراتيجية تستحق المتابعة في سياسة الصحة العامة. وكتبوا أن التدخل آمن نسبيًا ويمكن أن "يخفف الكثير عن الأمهات أثناء مرحلة المخاض والولادة الصعبة.

 

ولقد ثبت أن التخدير العصبي في العمليات الجراحية يقلل من مخاطر حدوث مضاعفات، مثل تجلط الأوردة العميقة والصمة الرئوية ومتطلبات نقل الدم والفشل الكلوي. ويمكن أن تنبع الفوائد من تحسين تدفق الدم، أو التخفيف من فرط التخثر، أو تقليل الاستجابة للضغط الجراحي. لكنهم أضافوا أن هناك مخاطر نادرة يجب وضعها في الاعتبار أيضًا، بما في ذلك النزيف والعدوى والإصابة العصبية.

02 مارس 2022
آخر تعديل بتاريخ