الطفرة الهندية الجديدة لفيروس كورونا

يجتاح وباء كوفيد-19 الهند بوتيرة صدمت العلماء، حيث تضاعفت أعداد الحالات اليومية منذ أوائل مارس، رغم أنه قبل أشهر فقط، أشارت بيانات الأجسام المضادة إلى أن العديد من الأشخاص في مدن مثل دلهي وتشيناي قد أصيبوا بالفعل، مما دفع بعض الباحثين إلى استنتاج أن أسوأ مراحل الوباء قد انتهت في البلاد.

يحاول الباحثون في الهند الآن تحديد سبب الزيادة غير المسبوقة، ويعتقد أن الأسباب متعددة، منها ظهور سلالات أسرع انتشارا وأشد في العدوى، ومنها زيادة التفاعلات الاجتماعية غير المقيدة، وانخفاض تغطية اللقاح.

ويعد فهم الأسباب وفك تشابكها مفيدا لمنع حدوث طفرات مماثلة في جميع أنحاء العالم.
وفي الوقت الحالي تشهد الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا أيضًا حالات تفش كبيرة، وتبلغ دول مثل البرازيل والولايات المتحدة عن معدلات إصابة عالية تصل إلى حوالي 70 ألفا يوميًا، لكن الإجماليات اليومية في الهند تعد الآن من أعلى المعدلات التي تم تسجيلها على الإطلاق لأي بلد منذ بدء الجائحة.

* السلالة الهندية الجديدة من فيروس كورونا

يعتقد بعض الباحثين أن سرعة وحجم التفشي الحالي يشيران إلى طفرات ناشئة في الفيروس، ويلاحظ أن أسرًا بأكملها تصاب بالعدوى الآن، على عكس الموجة الأولى من COVID-19، ويعزون هذا لوجود سلالات أكثر عدوى.

تظهر بيانات المراقبة الجينومية أن المتغير B.1.1.7، الذي تم تحديده لأول مرة في المملكة المتحدة، أصبح الشكل السائد للفيروس في ولاية البنجاب الهندية، وأصبح المتغير الجديد والمحتمل الذي تم تحديده لأول مرة في الهند أواخر العام الماضي ويثير المخاوف، والمعروف باسم B.1.617، هو السائد في ولاية ماهاراشترا.

لقد لفت النوع B.1.617 الانتباه لأنه يحتوي على طفرتين تم ربطهما بزيادة قابلية الانتقال والقدرة على التهرب من الحماية المناعية، وتم اكتشافه الآن في 20 دولة أخرى، وتحاول المعامل في الهند استنباته لاختبار مدى سرعة انتشاره، وما إذا كان الدم من الأفراد الذين تم تلقيحهم يمكن أن يمنع العدوى.

ويذكر أن الوضع في الهند يشبه ما حدث في أواخر العام الماضي في البرازيل، حيث تزامن ظهور COVID-19 في مدينة ماناوس مع انتشار متغير شديد العدوى يُعرف باسم P.1، والذي ربما كان قادرًا على التهرب من المناعة التي تمنحها العدوى بالسلالات السابقة.

وعلى الجانب الآخر يرى بعض العلماء أن بيانات التسلسل الحالية ليست كافية لتقديم مثل هذه الادعاءات، حيث إن السلالة الجديدة لا تشكل سوى جزء صغير من الزيادة في عدد الإصابات في الهند. ويقول سريناث ريدي، عالم الأوبئة ورئيس مؤسسة الصحة العامة في الهند في نيودلهي، إن ترك الناس على حريتهم يختلطون ويتنقلون ويسافرون أدى لعودة الجائحة بشكل أكثر عنفاً، حيث إنه مع انخفاض الحالات بعد ذروة سبتمبر الماضي، تصور الجميع أن الهند تغلبت على COVID-19، تجمعت حشود كبيرة في الداخل والخارج في التجمعات السياسية والاحتفالات الدينية وحفلات الزفاف.

ربما ساهمت حملة التطعيم على مستوى البلاد، والتي بدأت في يناير، في زيادة الحالات، إذ تسببت في تخفيف إجراءات الصحة العامة، فوصول اللقاح جعل الجميع يشعرون بالارتياح، حيث تم إعطاء أكثر من 120 مليون جرعة، معظمها من نسخة هندية الصنع من لقاح أكسفورد-أسترا زينيكا، ولكن هذا يمثل أقل من 10٪ من سكان الهند، وربما أصيب بعض الأشخاص بالعدوى أثناء تلقي اللقاحات، لأن الحشود غالبًا ما تشارك مناطق انتظار العيادة مع المرضى الذين ينتظرون الفحص.



المصادر:
India’s massive COVID surge puzzles scientists

29 أبريل 2021
آخر تعديل بتاريخ