هل العلاج بالتفتيت لكل الحصوات؟

تتكون الحصوات داخل جسم الإنسان في أماكن مختلفة، ولعل أشهر هذه الأماكن هي المرارة والقنوات المرارية في الجهاز الهضمي، والكلى والحالب والمثانة في الجهاز البولي.

ولعلاج الحصوات طرق مختلفة، والتفتيت هو أكثر هذه الطرق جاذبية لأنه يتم دون فتح أو جروح، ولكن السؤال هو: هل التفتيت - كعلاج - مناسب لكل الحصوات في كل أماكن تكونها داخل الجسم، ولكل أنواع وأحجام هذه الحصوات، وفي كل الأحوال المرضية المصاحبة له؟ وهذا ما سنلقي عليه الضوء في هذا المقال.

* وسنبدأ أولا بسؤال يطرح نفسه وهو لماذا تتكون الحصوات فى جسم الإنسان؟
هناك عدة أسباب لذلك؛ منها:
- حدوث خلل في النسبة الطبيعية السليمة لمكونات سوائل الجسم المختلفة - مثل البول أو العصارة الصفراوية أو اللعاب - وهذه المكونات هي الماء والأملاح وبعض الخلايا والبروتينات وبعض مكونات أخرى، وهذه النسبة هي الضمان لبقاء الأملاح فى سوائل الجسم وعصاراته في حالة سائلة دون حدوث تجمعات وترسبات؛ قد تؤدي إلى تكون الحصوات، ومن أهم أسباب حدوث هذا الخلل:
1. نقص شرب المياه أو التعرض لحالة جفاف مزمن.
2. وجود نسبة عالية من الأملاح "مثل الكالسيوم" في الدم نتيجة لبعض الأمراض.
3. أيضا وجود التهابات متكرره في الجهاز البولي أو المراري مصحوبة بضيق في بعض الأجزاء؛ خاصة إذا كان هذا الضيق في المناطق السفلية للجهاز البولي.
4. يتصور البعض أن تناول بعض أنواع الطعام التي تحتوى على أملاح ومكونات معينة هو سبب رئيسي في حدوث الحصوات، ولكن هذا التصور غير دقيق؛ والأغذية المحتوية على الأملاح لا تعتبر السبب الأهم لتكون الحصوات.
- العوامل الوراثية قد تكون سببا غير مباشر؛ حيث تعاني بعض العائلات من قابلية لتكوين الحصوات أكثر من عائلات أخرى بسبب طبيعة الهضم والامتصاص عند البعض.
- ويمثل اضطراب وظيفة بعض الغدد الصماء مثل الغدة الجار درقية سببا هاما لزيادة الكالسيوم ومن ثم تكوين الحصوات.
- ومؤخراً أصبحت جراحات السمنة - كسبب للفقدان السريع للوزن - أحد الأسباب المتهمة بتكوين الحصوات المرارية في السنة الأولى بعد الجراحة.

* ويأتي السؤال الثاني: ما هي أماكن الحصوات التي ننصح فيها بالعلاج بالتفتيت؟
قبل الإجابة على هذا السؤال علينا أن نفكر فيما يلي:
1- هل العضو الذي يعاني من تكون الحصوات حيوي وأساسي في الجسم، ولا يمكن الاستغناء عنه مثل الكلى والحالب أم يمكن استئصاله دون تأثر الجسم مثل المرارة؟
2- هل هذا العضو الموجود به حصوات يحدث به التهابات متكررة "مثل التهابات المرارة" أم لا؟
3- ماذا سيحدث بعد التفتيت؛ وبمعنى آخر كيف سيتخلص الجسم من آثار تكسير الحصوة -وهي الرمال أو الأجزاء الصغيرة المكونة للحصوات - وهل هناك مسار طبيعي واسع يسهل على هذه الأجزاء المرور فيها أم لا؟

لذا فالكلى والحالب والمثانة وهي مكونات الجهاز البولي التي لا يمكن الاستغناء عنها تعتبر مثالا جيدا للأماكن التي ننصح باستخدام التفتيت كحل أولي فيها؛ خاصة إذا كان حجم وتركيب الحصوات مناسبا مع عدم وجود انسداد في مسار البول بعد مكان التفتيت.

أما إذا كان العضو يحدث فيه التهابات متكررة، وطريق خروج نواتج التفتيت قد تؤدى لانسداد أو مضاعفات – مثل الحويصلة المرارية - فلا ننصح فيه بالتفتيت؛ حيث قد يحدث انسداد في القنوات المرارية بعد التفتيت، كما أن المرارة التي تكونت فيها الحصوات أصبحت في حالة مرضية ولا تعمل؛ لذا اتفق الأطباء على أن استئصال المرارة هو الحل الأفضل لحصوات المرارة المصحوبة بأعراض مرضية.

* والسؤال الثالث: متى يكون التفتيت فعالا؟
العوامل التي تتحكم في الفاعلية كثيرة:
- أهمها نسبة الكالسيوم في مكونات الحصوة وحجم الحصوة ومكانها؛ فكلما قلت نسبة الكالسيوم في الحصوات  كان التفتيت أكثر فاعلية.
- وكذلك مكان وجودها، ونوع الأنسجة المحيطه بها يعتبران عاملين هامين لفاعلية التفتيت؛ فحينما تكون الحصوة محاطة بأنسجة من كل الاتجاهات "مثل حصوات الكلى" يكون التفتيت هو الأكثر فاعلية، وذلك عكس حصوات منتصف الحالب، والتى تتواجد في مسار "البول".
- حجم الحصوات من العوامل الهامة أيضا في فاعلية التفتيت، وعادة الحصوات التي تقل عن 2 نتسم يمكن تفتيتها بسهولة، ومن خلال جلسة واحدة.
- وبالطبع لا ننصح باستخدام التفتيت للسيدة الحامل أو لمن يعاني من قابلية للنزف أو التهابات متكررة، وانسداد في المسالك البولية.

* كيف تتم عملية التفتيت؟
وتتم عملية التفتيت عادة بدون مخدر عام، ولكن فقط باستخدام بعض المهدئات والمسكنات، وتتم باستخدام موجات فوق صوتيه ذات تردد عال تكون قادرة على تفتيت وتكسير الحصوات، وقد يضطر الطبيب لتكرار جلسات التفتيت عدة مرات.

* مضاعفات تفتيت الحصوات
وكما نعرف أنه لا تنجو أية طريقة علاجية من احتمال حدوث مضاعفات لها، ولعل أهم مضاعفات التفتيت هي: حدوث نزيف أو بعض التهتكات أو الإلتهابات، وكذلك الانسداد بعد إتمام التفتيت وتكسر الحصوات.

إن تفتيت الحصوات طريقة جيدة لعلاج حصوات الجهاز البولي تم اختبارها والاستفادة منها لسنوات طويلة دون الاحتياج لعمل أية فتحات أو جراحات مناظيرية للجهاز البولي


اقرأ أيضاً:
حصوات الكلى.. أشكال وألوان (ملف)
مفاهيم ومعتقدات خاطئة عن حصيات الكلى
8 عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بحصوات الكلى
الحصيات الكلوية... الوقاية والعلاج
مفاهيم ومعتقدات خاطئة عن حصيات الكلى

آخر تعديل بتاريخ
14 نوفمبر 2017