كيف تحمي أبناءك من الانضمام للعصابات؟

ربما يتعرّض أحدنا إلى مضايقةٍ من قبل عصابة شباب (بلطجية) تتسكع في الطريق الذي شاء حظه العاثر أن يمر بجوارهم، فإذا تمالك نفسه وتصرف بحكمة نفذ بجلده، وإلا كانت العواقب وخيمة.

العصابة أو الشُّلة عبارة عن وحدة اجتماعية من أفراد يجمعهم هدفٌ واحد، وفي الغالب يكونون من الأطفال أو الأحداث، وربما من عمر أكبر، وكثيراً ما تتكون هذه العصابة من أجل ممارسة نشاطات وأعمال عدائية في المجتمع، وقد يكون من المفيد التعرف عن قرب إلى هذه الجماعات حتى يمكننا أن نحمي أولادنا من الانضمام إليها.



* سبب الانضمام للعصابة
لا يرغب الكثير من الناس في أن ينضم أولادهم إلى العصابات، لأن رسم الاشتراك الذي سيدفعونه لقاء ذلك باهظ، فهم إما سيتحولون إلى مدمني مخدرات أو لصوص أو مجرمين قتلة؛ إلا أنّ الكثير من المراهقين ينضمون للعصابات للحصول على الأمان الشخصي والانتماء الذي افتقدوه في أسرهم.

بعد الانضمام يشعر المراهقون أنهم يملكون سيطرة من نوع جديد تميزهم عن أقرانهم، ومن شأن هذا أن يبسّط عالماً معقداً بالنسبة لمراهق مرتبك ومحتار في علاقاته وغاضب من أسرته التي لم تشبع حاجاته الأساسية.



ورغم ذلك - وعلى عكس ما يتوقع المراهق - فإن السلوكيات الإجرامية المرتبطة بالعصابات، ومقاومة أفرادها للانسحاب منها، ونكرانها لحاجات هؤلاء الأفراد، لا يصنع من المراهقين - المنضوين تحت جناحها - أفراداً ناجحين في مرحلة البلوغ، فكثيراً ما يشارك الأعضاء الأكبر سناً في الاتجار بالمخدرات والنشاط الإجرامي، وتزيد المشاركة في العصابة من احتمال أن يصبح الفتى أو الفتاة متورطين في المخدرات والأسلحة النارية والتخريب والسرقة. وذلك لسبب واحد، هو أن العصابات تجذب الأطفال الذين يريدون الانتماء ويميلون إلى أن يكونوا أكثر عرضة لضغوط الأقران.

الوجود في عصابة يستهوي بعض أوهام المراهقين المتمثلة في التمرد والرغبة في القيام بأفعال درامية كبيرة، كما أنها تجذبهم لأنهم يتصورون أنهم سيجدوا بين أحضانها الصداقة الحميمة والانتماء من خلال "الألوان" وعلامات اليد التي تميز بين مجموعة وأخرى.


* العصابات في المدن والأرياف
لا تفرق ظاهرة عصابات المراهقين بين المدن الكبيرة والأرياف، فقد كان من المسلم به أن معدل الانتشار أعلى في المدن الكبرى، حيث تعترف 74% من الولايات الأميركية بوجود العصابات. أما المقاطعات التي في الضواحي فهي لم تتخلف كثيراً، حيث بلغت نسبتها 57%، وهي أعلى بكثير من المدن الصغيرة (34 %). أما في ما يتعلق بالمقاطعات الريفية، التي نادراً ما تعتبر بؤرا لنشاط العصابات، فإن 25% من أفراد العصابات يجوبون الشوارع. والأكثر من ذلك، هو أن عدد العصابات في ازدياد في المدن الصغيرة وضواحيها ومناطقها الريفية، في حين شهدت مراكزنا الحضرية الكبيرة تطوراً معاكساً.

وهناك اتجاه آخر يثير الدهشة يتمثل في تدفق الأعضاء الإناث. ويُعتقد أن الفتيات يشكلن ما يصل إلى ربع عدد جميع العصابات الحضرية الأميركية، في حين كان عدد الذكور يفوق عدد الإناث من واحد إلى عشرين. ما يقرب من ثلاثة من كل أربعة أعضاء عصابات تتراوح أعمارهم بين 15-24 سنة. وواحد من كل ستة عمره 14 سنة أو أقل.


* حماية المراهقين من العصابات
توصي الجمعية الوطنية للآباء والمعلمين الأميركية الوالدين بالاتصال بقسم الشرطة المحلية للتعرف إلى مدى نشاط العصابة، إن وجدت، في مجتمعهم ومدارسهم. المراهقون الأكثر عرضة للإغراء من العصابات تشمل أولئك الذين هم على هامش التسلسل الهرمي الاجتماعي. كما أن تدني احترام الذات وتاريخ الفشل المدرسي يقود الشباب للانضمام للعصابات.

* الإشارات التي تدل على أن المراهق قد انضم لعصابة:
1. تغيير الأصدقاء.
2. ارتداء تركيبة اللون في الملابس نفسها بشكل متكرر.
3. علامات بارزة على اليد.
4. السرية حول مكان وجوده وأنشطته.
5. ظهور المال فجأةً، مع عدم وجود موارد معروفة.
6. فقدان الاهتمام في المدرسة.
7. أعراض تعاطي المخدرات.
8. ظهور الأوشام على جسده، إما بالحبر المرسوم ذاتياً أو رسمه بطريقة احترافية.


* أفضل طريقة للحفاظ على المراهق
لذلك فإن أفضل طريقة للحفاظ على المراهق من الوقوع بين براثن العصابات هو اتباع المبادئ الآتية:
- قضاء بعض الوقت معه (باللعب أو القراءة أو مساعدته في حل الواجبات المدرسية)، وإظهار التعاطف مع قضاياه.
- البقاء على توصل معه ومعرفة عالمه، حتى لو أنه أغلقه أمامك، فمن المحزن أن تكون العصابات عائلات بديلة.
- إن جعل المراهق يشعر بأنه محبوب ومقبول بالنسبة لمن هو في المنزل، يزيل الكثير من إغراء انضمامه للعصابات.



المصادر:
Teenagers and Gangs
آخر تعديل بتاريخ
22 سبتمبر 2018