التهاب الدرق بعد الولادة

يعتبر التهاب الدرق بعد الولادة postpartum thyroiditis السبب الأكثر شيوعاً لفرط نشاط الدرقية (التسمم الدرقي thyrotoxicosis) في فترة ما بعد الولادة، وهو التهاب مناعي ذاتي (Autoimmune disease) في الدرق يحدث نتيجة وجود أجسام مضادة للغدة الدرقية (أجسام ضد البيروكسيداز، وضد الثيروغلوبولين).

يحدث التهاب الدرق ما بعد الولادة عند نحو 4% من النساء، ويكون فرط نشاط الدرقية معتدلاً وقصير الأمد، وتعود معظم الحالات إلى الحالة الطبيعية بشكل تلقائي.

ويترافق التهاب الدرق ما بعد الولادة عادة مع "فرط نشاط درقية" معتدل الشدة في معظم الحالات، يتلوه قصور في الغدة الدرقية ثم عودة الغدة إلى الطبيعي.

لكن هذا الأمر لا يحدث عند جميع النساء المصابات، حيث يحدث عند نحو ثلث النساء فرط نشاط الدرقية فقط، ويحدث قصور الدرقية فقط عند الثلث الثاني، في حين يحدث الفرط ثم القصور عند الثلث الباقي.

ويحدث طور فرط نشاط الدرقية بعد 1 إلى 4 أشهر من الولادة، ويستمر من 1 إلى 3 أشهر، ويترافق مع الأعراض التقليدية لفرط نشاط الدرقية كالقلق والخفقان والرجفان وقلة النوم والتعب ونقص الوزن وعدم تحمل الجو الحار، وتكون الدرق غير مؤلمة.

ويحدث قصور الدرقية بعد نحو 4 إلى 8 أشهر من الولادة، ويستمر نحو 9 – 12 شهراً، ويترافق مع الأعراض الشائعة لقصور الدرقية كالتعب وزيادة الوزن وعدم تحمل البرودة والإمساك وجفاف الجلد وتنفخ الوجه واليدين.
وتعود وظيفة الدرق إلى الوضع الطبيعي عند معظم المصابات في غضون 12 – 18 شهراً بعد بداية ظهور الأعراض، ويستمر قصور الدرقية الدائم عند نحو 20% من المصابات.

وتشتمل عوامل خطورة الإصابة بالتهاب الدرقية ما بعد الولادة، على النساء اللائي لديهن:
1- وجود مرض مناعي ذاتي مثل داء السكري نمط 1.
2- وجود الأجسام المضادة للدرق، ويزيد الخطر مع ارتفاع مستويات الأجسام المضادة.
3- وجود اضطراب وظيفي درقي سابق.
4- وجود اضطرابات وظيفة الدرقية في العائلة.

وتعتمد المعالجة على طور التهاب الدرقية (فرط أو قصور)، ودرجة شدة الأعراض التي تتشكى منها المريضة، ولا تستعمل مضادات الدرق في معالجة فرط نشاط الدرقية التالي لالتهاب الدرقية بعد الولادة، بل تستعمل حاصرات بيتا للسيطرة على الخفقان والرجفان، وهي أدوية آمنة خلال الإرضاع، وتستمر المعالجة لبضعة أسابيع فقط.

بعد انتهاء طور فرط النشاط، ينبغي مراقبة TSH عند المريضة بعد 4–8 أسابيع بغية تشخيص قصور الدرقية في وقته المناسب، ويعالج طور قصور الدرقية التالي لالتهاب الدرق ما بعد الولادة بالليفوثيروكسين.

ينبغي أن يستمر العلاج لـ 6–12 شهراً مع مراقبة دورية لـ TSH كل 4 أسابيع، وتعديل الجرعات وفقاً لذلك.

يتم بعد مرور تلك الفترة سحب الدواء تدريجياً، ومراقبة إن كان المرض سيكون دائماً، ويحدث ذلك، كما نوهنا، عند 20% من المصابات.

اقرأ أيضاً:
كيف يؤثر الحمل في الغدة الدرقية؟
نقص اليود أثناء الحمل.. نتائج خطيرة
تضخم الغدة الدرقية عند الحامل وجنينها
معالجة داء غريف أثناء الحمل
القيء المفرط الحملي وفرط الدرق المؤقت.. هل توجد علاقة؟
آخر تعديل بتاريخ
31 يناير 2019