اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند النساء

عندما يذكر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD، فإن الصورة التي ترد على تفكيرنا هي صورة طفل صغير فائق النشاط، ولكن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يمكن أن يكون على شكل امرأة في الثلاثينات تجلس بثبات على الأريكة.

نعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يأتي في النساء، ويظهر لديهن بصورة مختلفة وتحديات مختلفة، وفهم الأعراض المختلفة عند النساء يساعد كثيراً في تخفيف الشعور بالذنب  الذي يمكن أن تشعر به؛ كونها امرأة فوضوية بعض الشيء في عالم يبدو أنه يتطلب الكمال.



* اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في النساء.. أعراض مزعجة وصعوبة التشخيص

أعراض الاضطراب تختلف في البنات عنها في الأولاد، فبينما تظهر الأعراض في الأولاد عادة في عمر 8 سنوات، فإن الأعراض تظهر عند الفتيات عادة في بداية سن البلوغ.

يظهر الاضطراب في النساء في صورة عدم انتباه أكثر منه فرط نشاط، وبالتالي ينظر إلى المصابات بهذا الاضطراب على أنه مشكلة سلوكية وأنهن مهملات، ولا ينظر له على أنه اضطراب قابل للعلاج بالدواء واستراتيجيات أخرى.

وتتفاقم المشكلة عندما تذهب الفتيات المصابات بالاضطراب إلى الجامعة، حيث يفقدن متابعة الأهل، والنظام المحكم والحضور الإلزامي في المدراس، ما يجعل أمورهن تخرج عن نطاق السيطرة تماما، ورغم النشاط الذي يبدو عليهن والتفاعل والحديث السريع مع الزملاء والزميلات؛ إلا أنهن يعانين من الانهيار الداخلي بسبب تراكم الواجبات والمهمات، وقد يتأخرن على امتحان في فصل لم يزوروه أبداً.


هذا بالنسبة للدراسة، ولكن بالنسبة للنساء المصابات بالاضطراب فإن الأمر لا يقتصر فقط على الدراسة، ولكنها سمة عامة في حياتهن، إذ يتركن مشاكلهن ومهامهن تتراكم في سرية، ولا يخبرن أحداً عن الفوضى والقلق اللذين يسيطران ببطء على حياتهن، فتتراكم الأطباق مثلاً، وتتراكم الملابس المتسخة.. وغير ذلك من المهام.

وقد يرجع السبب إلى عدم حصولهن على تشخيص وعلاج، ولكن للأسف فإن المشكلة لا تحل تماما مع العلاج، ما يجعلهن يعانين بشكل مستمر من مشاعر الذنب في عالم كمالي يتوقع المزيد والمزيد من النساء، فإذا لم تلبي توقعات العالم.. فأنت امرأة فاشلة في نظر المحيطين بك.

وإذا حاولت الشرح للمحيطين، فستواجهين بهذا السؤال: هل تصاب الفتيات باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. والإجابة القصيرة هي نعم، ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإن التشخيص يتم أكثر في الأولاد لأنه يتم بشكل أيسر، أما بالنسبة للمحيطين بالفتاة فإنهم لا يعرفون ما الذي يجب البحث عنه، أو ما الذي يجب عليهم فعله إذا لاحظوا أعراضاً مزعجة.



* كيف يمكن التعامل مع كل هذه التحديات؟
بالإضافة للدواء واستراتيجيات التعامل، وبغض النظر عن ظروف كل امرأة، وسواء كنت تعملين أم لا تعملين.. متزوجة وعندك أطفال، أم غير متزوجة ولا يوجد أطفال، إلا أن أهم ما يمكن أن تقدميه لنفسك إن كنت مصابة بالاضطراب هو ما يلي:
- احرصي على الحصول على استراحة، واشكري عقلك لكل الأشياء التي يستطيع القيام بها.
- ضعي أهدافاً واقعية.
- لا تخجلي أن تعلني للمحيطين بك أنك مصابة بالاضطراب. فكل امرأة مصابة بالاضطراب هي بطلة بحق، ويحق لها أن تفخر بالمعركة التي تخوضها.


آخر تعديل بتاريخ
01 أكتوبر 2018