هل تخفف المكملات الغذائية من آثار الإجهاد على الدماغ؟

يعرّف الإجهاد بأنه حالة من التعب البدني أو الإرهاق أو التوتر الجسدي أو الفكري الشديد تحدث نتيجة رد فعل لمتاعب حقيقية أو متوقعة في الحياة. طبعاً ليس كل إجهاد أو توتر ضاراً، فقد نحتاج للتوتر حتى نحسّن من أدائنا في عملنا. وتكمن المشكلة عندما يزيد التوتر عن الحدّ الطبيعي ويصل لحد الإجهاد البالغ، أو عندما يخرج عن نطاق السيطرة، حينها تبدأ آثار الإجهاد السلبية بالظهور.



* تداعيات الإجهاد
يمكن للإجهاد أن يظهر في الطفولة المبكرة بصورة خلل في التطور الدماغي، ويكون متوسط معدل الذكاء للأشخاص المعرّضين للإجهادات في الطفولة المبكرة أقل، كما أنهم يكونون عرضةً للإصابة بالاكتئاب واضطرابات التوتر وحتى البدانة، مقارنة بنظرائهم الذين لم يتعرضوا للإجهاد.

من أعراض الإجهاد الأخرى زيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وتوتر الأعصاب، والخمول الذهني، وفقدان القدرة على التركيز. ومن بين ردود الفعل للإجهاد ظهور الانعزال الاجتماعي، والشعور بالعجز عن إصلاح الأوضاع.

* هل من حلّ بواسطة التغذية؟
تشير الأبحاث إلى أن التغذية السليمة المدعّمة بالعناصر الغذائية الضرورية يمكنها أن تساهم في تحسين الوظائف الإدراكية ومشكلات الذاكرة حتى بعد النمو في ظل ظروف مسببة للإجهاد.

ويرى الباحثون أن التأثير الإيجابي للمواد المغذية على الخلل الدماغي الناجم عن الإجهادات في المراحل المبكرة من الطفولة يعد أمراً جيداً، فهو يسمح بتحديد التدخلات الغذائية التي تفيد الأطفال الذين يترعرعون في ظل ظروف قاهرة تسبب الإجهاد، مثل الحروب والصدمات والإهمال، أو حتى الأطفال الرضع الملزمين بالإقامة لفترات طويلة في المشافي.

لتحديد نوعيات المواد المغذية المفيدة في مثل هذه الحالة، قام الباحثون باختبار مجموعة من المغذيات على فئران التجارب بصورة مكملات دوائية منها: الفيتامينات B6 - B9 - B12 بالإضافة إلى الأحماض الأمينية الوظيفية مثل الميثيونين، وقد لاحظ الباحثون انخفاض مستويات الميثيونين في دماغ الفئران اليافعة التي كانت أمهاتها تعاني من الإجهاد ولم تتناول المكملات الغذائية خلال فترة حضانتها، بالإضافة إلى حدوث خلل لاحق في ذاكرتها ومعاناتها من صعوبات في تذكر المواقع والأجسام.



أما الفئران التي كانت أمهاتها معرضة لإجهاد وقدّمت لها المكملات الغذائية السابقة، فقد نمت بطريقة تشبه الظروف الطبيعية، أي كانت مستويات الميثيونين أعلى في دماغها، وانخفضت الاستجابة الهرمونية للإجهاد لديها، كما أنها أبدت لدى تقدمها في السن استجابةً أفضل عندما عُرضت عليها عدة مهام تتعلق بالذاكرة.

وقد برهنت هذه الدراسة أن تمثيل الغذاء والإجهاد مرتبطان ويعملان معاً في أثناء المراحل المبكرة من برمجة الدماغ، ويأمل الباحثون أن تسهم هذه النتائج في إيجاد طرائق جديدة في التغذية لتخفيف الآثار المستمرة للطفولة المضطربة.

بالإضافة للغذاء يمكن لممارسة أساليب الاسترخاء، مثل التأمل، أن تخفف من تأثير الإجهاد، كما يمكن تخفيف الإجهاد بتقبل الأحداث عندما لا تأتي الرياح كما تشتهي السفن.

المصادر
Nutrition protects against the impact of stress on the brain in early life
آخر تعديل بتاريخ
10 فبراير 2018