التغذية العلاجية لمرضى التوحد.. كيف تعمل؟



إذا كان ابنك مصابا بواحد من اضطرابات طيف التوحد، فهل يوجد أي نظام غذائي يمكنه أن يساهم في تخفيف حدة الأعراض؟ وما هو هذا النظام؟ وما هي الأسس العلمية التي بني عليها اختيار هذا النظام؟

اضطرابات طيف التوحد (ASD) هي مجموعة من الإعاقات النمائية؛ التي تؤثر على طريقة التعامل والاتصال بين المريض والمجتمع المحيط، ولا يقتصر اضطراب طيف التوحد Autistic Spectrum Disorders ASD على مرض واحد، بل اتسع مؤخرا ليشمل:

  1. التوحد Autism.
  2. اضطراب النمو المتفشي Pervasive Developmental Disorder not otherwise specified.
  3. متلازمة اسبرجر Asperger's Syndrome.
  4. اضطراب الطفولة الانتكاسي childhood disintegrative disorder.


وتتشابه علاجات هذه الأمراض، خاصة العلاج التغذوي، وكما تتعدد النظريات المسببة للمرض تتعدد العلاجات التغذوية تبعا لكل نظرية.

على الرغم من أن هناك قاعدة وراثية قوية لهذا المرض، فإن العوامل التغذوية تعمل وكأنها معدلات للجينات قد تزيد من المرض الموجود أو تسرّع بظهوره، ويؤيد هذه الدراسات كون العديد من الأطفال الذين يعانون من التوحد لديهم مشاكل في الجهاز الهضمي مثل:

  1. ألم البطن.
  2. الإسهال المزمن أو الإمساك.
  3. التقيؤ والارتجاع المعدي المريئي، والالتهابات المعوية.
  4. ولديهم زيادة فى الأجسام المناعية من نوع IgG ،IgE ،IgA التي يشير وجودها إلى حساسية أو اضطراب مناعي.
ولذلك أوصت لجنة خبراء من الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بضرورة إجراء مزيد من الدراسات فى هذا المجال، خاصة المعنية بالغشاء المخاطي في الأمعاء.
  • العلاج التغذوي لطيف التوحد (الغذاء الخالي من الجلوتين والكازين)

هذا هو التدخل الغذائي الأكثر شعبية والأكثر شهرة، ويعتمد هذا الغذاء على ثلاث نظريات علمية وهي:

- الأساس العلمي الأول وراء استخدام هذا النظام الغذائي، هو ضعف الإنزيمات المحللة للكازين والجلوتين؛ ففي الأصل تقوم الإنزيمات بتحليل البروتينات إلى أحماض أمينية بسيطة تنتقل بسهولة إلى الدورة الدموية من دون أي أضرار، ولكن فى حالة التوحد، مع عدم كفاءة الإنزيمات، تحدث صعوبة في تكسير البروتين بشكل كامل، مما يؤدي إلى نفاذ الأحماض الأمينية إلى الدم، ومن ثم التأثير على وظيفة الدماغ.

- الأساس العلمي الثاني يعتمد على وجود حساسية غذائية للكازين أو الجلوتين (الجلوتين هو بروتين القمح، والكازين هو بروتين اللبن)، تؤدي هذه الحساسية الزائدة إلى استجابة مناعية زائدة، فيهاجم الجسد خلاياه، معتبرا إياها خلايا غريبة.

- أما الأساس العلمي الثالث فهو زيادة نفاذية جدار القناة الهضمية، والتي تؤدى بدورها إلى تسرب النواتج الأيضية للكازين والجلوتين إلى الدورة الدموية ثم إلى الدماغ، وهى مواد تشبه المورفينات فى تأثيرها، محدثة الأعراض السلوكية التي نشاهدها على الأطفال، وتسمى هذه النظرية "نظرية المورفينات" Opoid theory.

بالتالي، فإن منع المنتجات التي تحتوي على الجلوتين والكازين تؤدي إلى عودة الاستجابة المناعية إلى المعدل الطبيعي- حيث لا يوجد ما يثيرها- كما يقل المتسرب إلى الدماغ من منتجات تحلل الكازين والجلوتين، ومن ثم تنخفض سلوكيات التوحد مثل التوتر والانعزالية فى الأطفال.

اقرأ أيضا:
الوقاية وعلاج الداء البطني (السيلياك)
الحساسية لبروتينات القمح (ملف)
داء في غذاء
الداء البطني (السيلياك) .. الداء والغذاء (ملف)
توصيات غذائية لمرضى "السيلياك"

استشارات ذات صلة:
مريض بالسيلياك.. فهل هناك أمل في الشفاء؟
شرح مفصل للمواد الحافظة المسموحة والممنوعة لمرضى السيلياك

آخر تعديل بتاريخ
08 مارس 2017