أيهما أسوأ: عضة الكلب أم القط؟

يُعد التعرض للعضات والخدوش من الحيوانات من الإصابات الشائعة حول العالم، ويرافق خطر الإصابات من هذا النوع كل من يتعامل مع الحيوانات، إما في مجال عمله، أو عند تربيتها كحيوانات أليفة، ومن أكثر الحيوانات التي تُحدث مثل هذه الإصابات هي القطط والكلاب، فهي أكثر الحيوانات التي يختار الناس تربيتها.

قد يفضل بعض من يحبون الحيوانات تربية القطط، اعتقاداً أن عضّاتها أقل خطراً من عضات الكلاب، وقد يكون هذا صحيح في معظم الحالات، فالكلاب أكبر حجماً وقوةً من القطط، ومن الطبيعي أن نعتقد أن الإصابات منها أخطر، فهل هذا حقاً تفكير صحيح علمياً؟ الإجابة الشافية عن هذا السؤال تحتاج إلى بعض التفصيل.

عضة الكلب أم عضة القط: أيها الأسوأ؟

الجواب المنطقي لهذا السؤال هو أن حجم الكلاب وشراسة بعضها ربما تعني أن للكلاب فَكًّا أقوى، قادرًا على إحداث ضرر أكبر من القطط، وهذا صحيح بالطبع، فعضة الكلاب تسبب عادة أضراراً ظاهرة أكبر من تلك التي تحدثها القطط، وقد تكون هذه الأضرار جسيمة أحياناً حسب نوع الكلب وحجمه، ولكن لا يعني هذا مطلقاً أن عضة القطة أقل خطورةً، فهناك عدة عوامل أخرى تحدد خطورة الإصابة.

قد تكون تأثيرات عضة القطة أكثر خطراً على المدى البعيد، إذ يحتوي فم القطة على العديد من الميكروبات التي قد تنتقل إلى الإنسان، وهذا الأمر بالطبع ينطبق على الكلاب أيضاً، ولكنْ هناك اختلافٌ في عضة القطة تجعلها أكثر خطراً، وهو أن أسنان القطط صغيرة وطويلة، ولهذا فإن عضاتها تُحدث جروحًا ربما تكون صغيرة لكنها عميقة، تدفع مسببات الأمراض في الأنسجة العميقة للجلد، مما يجعل التعامل معها أصعب، ويزيد من فرص تسببها بالعدوى، والتي قد تكون شديدة في بعض الأحيان.

ومن الأمور التي تزيد من خطورة عضات القطط أيضاً هي أن القطط عادة ما تعض في مواقع تكون فيها فرص حدوث إصابة عميقة في الجسم أكبر، مثل اليد، والتي تحتوي مجموعة معقدة من البنى التشريحية، مثل الأوتار والأربطة والأغشية والمفاصل والأعصاب، ولهذا فإن عضات القطط التي تبدو بسيطة في البداية قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة لاحقاً.

كيف نتعامل مع عضة الكلاب أو القطط؟

لا بد من التعامل بشكل صحيح مع الإصابات الناجمة عن الحيوانات مهما بدت طفيفة، وذلك من خلال:

  • غسل مكان الإصابة جيداً بالماء والصابون.
  • وضع كريم أو مرهم مضاد للبكتيريا على موقع الإصابة، وتغطيتها بضمادة نظيفة.

ننصحك بالسعي للحصول على الرعاية الطبية بسرعة:

  • إذا كانت الإصابة ثاقبة وعميقة، أو كنت لا تعلم مدى جدية الإصابة.
  • إذا أدت الإصابة إلى نزيف حاد، أو تسببت في قطع الجلد، وهنا يجب أولاً الضغط على موضع الجرح باستخدام قطعة قماش نظيفة للسيطرة على النزيف.
  • إذا لاحظت تزايدًا في الألم، أو تورمًا أو احمرارًا في موقع الإصابة، فهذا يشير إلى وجود عدوى في موقع الإصابة.
  • إذا لم تكن متأكداً أن الحيوان الذي أصابك قد حصل على اللقاحات اللازمة، وخصوصاً لقاح داء الكلب، الذي قد ينتقل إلى الإنسان من القطط أيضاً وليس من الكلاب فقط. وقد ينتقل هذا المرض إلى الإنسان من حيوانات برية أيضاً أبرزها الخفافيش.
  • إذا لم تحصل على جرعة داعمة من لقاح الكزاز في السنوات العشر الماضية، أو في السنوات الخمس الماضية وكان الجرح عميقاً أو تعرض للكثير من الأوساخ.

كيف نحمي أنفسنا؟

 يظهر مما ذكرناه في الأعلى أن عضات الكلاب والقطط ليست بالأمر الذي يستهان به، ولهذا على كل شخص يتعامل مع هذه الحيوانات وغيرها أن ينتبه لعدة أمور، منها:

  • لا تقترب من الحيوانات الضالة التي تعيش في الطرقات، لأن خطر الإصابة منها أكبر.
  • إذا قابلت شخصاً مع حيوانه الأليف، اطلب الإذن من الشخص قبل لمس الحيوان، واسأله إذا كان الحيوان لا يحب أن يُلمس في مكان معين من جسمه، كالبطن مثلاً.
  • لا تترك الأطفال وحدهم مع الحيوانات الأليفة، خصوصاً الكلاب، دون رقابة، فمعظم الإصابات هي عند الأطفال.
  • إذا شعرت بالتهديد من أي حيوان، تراجع بهدوء فوراً، وتجنب الركض، فقد يدفع ذلك الكلاب إلى ملاحقة الشخص.
  • تجنب إيذاء الحيوان أثناء تدريبه، فقد يدفعه ذلك إلى الدفاع عن نفسه.
  • لا تقترب كثيراً من الحيوانات أثناء تناول طعامها أو تلك التي تعتني بصغارها.
  • تعرف على حيوانك الأليف ولغة جسده، وتجنب الاقتراب منه في الحالات التي تعلم أنها تزعجه.

 

المصادر:

  1. https://www.amcny.org/blog/2014/05/14/is-a-cat-bite-worse-than-a-dog-bite/
  2. https://www.wormsandgermsblog.com/2009/08/articles/animals/cats/comparing-dog-and-cat-bites/
  3. https://www.mayoclinic.org/first-aid/first-aid-animal-bites/basics/art-20056591
  4. https://anticruelty.org/pet-library/preventing-animal-bites
آخر تعديل بتاريخ
22 فبراير 2023