أغذية شم النسيم.. مفيدة أم ضارة؟

أعياد الربيع وشم النسيم من أقدم الأعياد عند المصريين، وقد بدأ الاحتفال بها في عام 2700 قبل الميلاد وتوارثته الأجيال، وترتبط هذه الأعياد عند المصريين بتناول الأسماك المملحة والمدخنة مثل الفسيخ والسردين والرنجة.

* القيمة الغذائية للأسماك المملحة

ولهذه الأسماك قيمة غذائية عالية إذا تم تصنيعها وإعدادها بطريقة جيدة، فهي تحتوي على كثير من العناصر الغذائية المهمة وتعدّ من أهم مصادر البروتين الحيواني، وتتميز بارتفاع محتواها من "أوميغا 3"، وهو أحد الأحماض الأمينية التي تدخل في تكوين غشاء المخ، وتساعد على خفض نسبة الكوليسترول الضار في الجسم، كما أنها غنية بالفيتامينات مثل فيتاميني (A, D)، وعناصر معدنية مهمة مثل اليود والمغنسيوم والكالسيوم والفسفور والبوتاسيوم والحديد.




* مخاطر الأسماك المملحة

ورغم هذه القيمة الغذائية فإن هذه الأسماك قد تحمل بين طياتها كثيرا من المخاطر الصحية، والتي قد تصل إلى حد الوفاة، وذلك بسبب الطريقة التي يتم بها تصنيع هذه الأسماك وخاصة الفسيخ.

1. طريقة تصنيع الفسيخ قد ينتج عنها التلوث ببعض أنواع البكتريا الضارة مثل الكلوستريديم بوتيولينم، وهي بكتريا لاهوائية تفرز سموماً تؤثر على الجهاز العصبي، وتسبب:
- مغصا وقيئا.
- نوبات إسهال شديدة لفترات تصل إلى 72 ساعة.
- ضيقا في التنفس.
- شللا في العضلات.
- زغللة في العين.
- جفافا بالحلق.
- صعوبة البلع نتيجة لشلل عضلات البلعوم.

وفي حالة ظهور هذه الأعراض يجب التوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز لعلاج السموم،

2. كما قد تحتوي هذه الأسماك أيضا على حويصلات طفيلية تنتقل إلى الإنسان فتنمو وتتحول لدودة كاملة، وتعيد دورة حياتها مسببة مشاكل صحية عديدة، وتؤدي إلى حدوث أنيميا فيما بعد.
3. كما أن ارتفاع محتوى تلك الأسماك من الملح يتسبب في مشاكل صحية كبيرة لمرضى القلب والشريان التاجي، والضغط المرتفع، ومرضى اختلال وظائف الكلى والكبد، والحوامل وخاصة في الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل.
4. يضاف إلى ذلك أن كثرة تناول الأسماك المملحة قد تزيد من إفرازات المعدة للحامض المعوي مما يؤثر على عملية الهضم، وتحدث حموضة والتهاب المعدة.
5. ولا ننسى أن التعرض لتلك المخاطر الصحية التي قد تنجم من تناول هذه الأسماك يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي، ويصبح الإنسان عرضة للإصابة بالأمراض الفيروسية الخطيرة مثل فيروس كورونا (كوفيد-19).




* كيف يمكن الوقاية من مخاطر الفسيخ؟

فى الوقت نفسه يجب توجيه حملات مكثفة لمصانع وأماكن بيع الفسيخ والرنجة لمتابعة تطبيق الاشترطات الصحية لتلك الأماكن خاصة في هذه الفترة التي ينتشر فيها وباء فيروس كورونا (كوفيد-19)، والذي قد ينتقل إلى هذه الأسماك عن طريق التلوث العرضي عند ملامسة هذه الأسماك للأسطح والمعدات التي تستخدم في تصنيع وتجهيز هذه الأسماك، أو عن طريق ملامسة أحد العاملين المصابين بهذا الفيروس لهذه الأسماك، ومن ثم ينتقل هذا الفيروس إلى المستهلك.

هناك نصائح يجب أتباعها عند شراء وتناول الأسماك المملحة لتجنب المخاطر الصحية:
- ضرورة شراء الأسماك المملحة من مصادر موثوقة لتجنب مصادر التلوث الغذائي.
- أختيار الأسماك السليمة المتماسكة متناسقة القوام، ولون لحمها وردي، وذات رائحة مقبولة غير نفاذة ولا تكون قشورها سوداء، والابتعاد عن الفسيخ المنتفخ أو ذي الجلد المتهالك.
- حفظ الأسماك المملحة لمدة يومين قبل تناولها، لأن التجميد يقتل كثيرا من الطفيليات.
- التخلص من الرأس والأحشاء.
- غمر الأسماك لمدة دقيقتين في ماء سبق غليه، ويعمل ذلك على إزالة نسبة أخرى من المحتوى البكتيري، كذلك نقْع الأسماك في خليط من الماء والليمون والخل لمدة 10 دقائق يساعد في إزالة نسبة كبيرة من الملح بها.
- يجب مراعاة عدم الإسراف في تناول الفسيخ ويفضل تناول قطعة صغيرة في حدود 100-150 غرام تجنباً لأضرار الملح، ويمكن الاستعاضة عن الفسيخ بأكل الرنجة، وهي قليلة الملح إذا ما قورنت بالملوحة أو الفسيخ، وهي تعتبر مدخنة فقط، ولم تتعرض لطرق التفسخ والتعفن التي مر بها الفسيخ.
- شي الرنجة جيدا، لأن الشواء يقتل البكتيريا.
- الإكثار من شرب المياه بما يعادل 8-12 كوباً من الماء موزعة على مدار اليوم.
- مراعاة تناول الخس والخيار والشبت والبقدونس والجرجير والفجل والكرفس مع الأسماك المملحة لتجنب الإصابة بالحموضة مع الحرص على غسل تلك الخضروات جيداً وبماء جارٍ، ونقعها في ماء بخلّ وليمون لمدة ربع ساعة.
- ويفضل تناول البصل الأخضر مع الأسماك المملحة، نظراً لاحتوائه على العديد من المضادات الطبيعية للبكتيريا.
- تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم كالبقدونس والموز والبرتقال والكنتالوب ليساعد على إخراج الملح الزائد من الجسم.
- تناول بعض المشروبات العشبية التي تساعد على تطهير المعدة كالنعناع، والشاي الأخضر والقرفة.
- شرب عصير الجوافة والبرتقال والفراولة لاحتوائها على فيتامين (C) الذي يسهّل عملية الهضم والامتصاص.
آخر تعديل بتاريخ
20 أبريل 2020