21 فبراير 2018

يأس وعجز وبكاء

أشعر بحالة شديدة من اليأس دائماً، لا أستطيع القيام بمهامي الطبيعية، أشعر بأن المذاكرة حمل ثقيل عليّ، كلما أمسكت بالكتاب أبكي كثيراً، أنام لساعات طويلة، أخترع أسباباً وأقولها للمقربين لجذب انتباههم، أقلل من نفسي كثيراً وأراني دائماً غير جميلة رغم قول الآخرين لي عكس ذلك، أكره الجامعة وكلما ذهبت إليها أشعر بضيق في التنفس ودوار، لا أستطيع التركيز في المحاضرة إطلاقاً وأجاهد كل الجهد بأن أستجمع تركيزي ولكن لا أستطيع، ما أحاول مذاكرته لا يلبث في رأسي ساعة واحدة، لا أستطيع أن أنسى أي جرح سببه لي أحد رغم اعتذار بعضهم واعتقادهم بأنني صفيت ولكن لم يكن كذلك.. هل لي من مساعدة؟

عزيزتي الكريمة؛
وصلتني استشارتك وشديد امتناننا لك على ثقتك بنا، وصدقي أنني تألمت كثيراً بينما كنت أقرأ كلماتك التي تصف نوبة الاكتئاب عرضاً عرضاً، بدءاً من الحساسية المفرطة، خاصة إن لم تكن في الطبع مسبقاً، مروراً باليأس والشعور بالعجز والبكاء المتكرر، وفقدان الإرادة للقيام بالمهام العادية وانخفاض تقدير الذات، وكذلك فقدان الاهتمام والتلذّذ بأنشطة كانت ممتعة، واضطراب النوم وضعف التركيز، وكذلك الأعراض الجسدية.

للأسف يا سيدتي ما ذكرته يضع تشخيص نوبة اكتئابية كبرى كأول الاحتمالات التشخيصية، ولذا فاقتراحي الأهم هو التواصل المباشر مع طبيب نفسي لاستكمال التقييم العيادي، الذي قد نحتاج بعده إلى الدمج ما بين العلاج النفسي والتدخل الدوائي.

لا ينبغي أن يستمر هذا الوضع، ويمكنك بمساعدة متخصصة تجاوز هذه الأزمة، فالاكتئاب يشل بنيان النفس على مستوياتها الأربعة: ذهنياً ووجدانياً وإرادياً وروحياً، ما يجعلنا نشعر بأنه لا بصيص أمل منتظراً، وأنه لا يمكن لأحدهم أن يشعر بنا أو يمد لنا يد عون، وراجعي مقالتي عن المخططات الذهنية والاستشارات السابقة المشابهة، دعائي لك بالعافية القريبة والسكينة في الحياة.

اقرئي أيضاً:
هوس واكتئاب وعذاب بلا حدود
أعراض الاكتئاب
آخر تعديل بتاريخ
21 فبراير 2018