05 أكتوبر 2018

والدتي مسنة ورعايتها مزعجة جداً

عمري 30 عاما وعمر والدتي 70 عاما.. لم أعد أدري كيف أتعامل معها.. دائمة الانتقاد وكل ما أفعله بنظرها منقوص ويحتاج التعديل.. صارت عصبية جدا.. أحاول أن أتمالك نفسي كثيرا.. ولكن دائما بيننا خلافات.. أفكر جديا بعدم الإنجاب.. هل أنا علي صواب.. وكيف أتعامل معها.
الطبيب:

أ.د.

الصديقة الكريمة؛
معك كل الحق فرعاية الأم المسنة ليست بالأمر السهل على الإطلاق، وخصوصاً إذا كانت كثيرة الانتقاد وصعبة الإرضاء، ومع حقها واحتياجها للرعاية إلا أنك في حاجة للالتفات لبعض الأمور الهامة جداً، وذلك حتى يمكنك الاستمرار في رعايتها بشكل معقول، وأعتقد أنك ستجدين النصائح التالية مفيدة، وستخفف عنك بعضاً مما تعانينه:
1. ضعي نفسك أولاً في بعض الوقت
يدفعنا أحياناً الإحساس بالذنب أن نجعل الوالد المسن في الأولوية دائماً، والمشكلة في هذا الأمر أنه يجعلنا نضحي بأنفسنا مما يجعلنا نستنفذ كل طاقتنا.. وكأننا نُستهلك تماماً.


2. من المهم أن تعرفي وتعترفي بمحدوديتك 
وطاقة كل فرد فينا تختلف عن الآخر، فتعرَّفي على قدراتك جيداً، ولا تضغطي على نفسك فوق طاقتها.

3. توقفي عن محاولة الحصول على تقديرها أو رضاها
فالمشكلة أن تغيرات المخ في هذه السن قد تعيق الكثير من قدراتها المعرفية، ويمكن هذا أن يؤدي إلى تغيرات سلوكية، وشك وغير ذلك من المشكلات التي تحدث بسبب تغيرات العقل.

4. قدّري نفسك وارضي عنها 
فأنت تستحقين هذا التقدير.. أن تقيمي معها.. وتراعيها.. وحتى لو كنت غير راضية تماماً عما تقدمين.. فأنت تقدمين الكثير.. قدري نفسك.. واحمدي لها على كل خير تقدمه.


5. من حقك أن تأخذي إجازات حتى ولو قصيرة
حتى لو كانت مشاوير وفسحة مع صديقاتك لفترات قصيرة.. للغذاء أو العشاء.. أو للسينما مثلاً.. المهم ألا تعيشي حياتك 24 ساعة يومياً 7 أيام في الأسبوع.. ويمكن في هذه الفترات أن تستعيني بأحد أخواتك أو أحد الأقارب إذا كنت لا تستطيعين تركها وحدها.

المهم خلاصة كلامي أن صعوبة التعامل مع والدتك وصعوبة طباعها في الأغلب نتيجة تغيرات في المخ.. فاقبلي هذا الأمر.. ولا تتوقعي تحسن العلاقة بينكما.. ولا تتوقعي أنها ستكون راضية ومقدرة لك.. اقبلي نقدها على أنه أمر واقع ناجم عن تقدمها في السن، وفي نفس الوقت حافظي على حدودك قدر المستطاع.. فهذا مهم جداً لك ولها أيضاً.. حتى تستطيعي الاستمرار في رعايتها.

آخر تعديل بتاريخ
05 أكتوبر 2018