03 يناير 2019

هل يصلح الزواج علاجاً لفوبيا الارتباط؟

السلام عليكم، اكتشفت إن عندي فوبيا من الارتباط.. ظهر نتيجه أسرة مفككة، وعدم قدرتي علي تحمل المسؤولية، أو اتخاذ قرار، كنت بنسحب وبكتئب كتير لحد ماعرفت المشكلة بدأ تأثيرها يقل عندي، وأواجه نفسي، لكن متخوفة.. هل الفوبيا هتنتهي بالجواز نتيجة أن الخوف مثلا من الطلاق أو تشريد أطفال هيقل احتماله.. يا رب أكون عرفت أوصل استفساري.. شكراً مقدماً
أهلا وسهلا بك يا غادة،
كيف تمكنتِ من معرفة أن ما تعانين منه هو فوبيا الارتباط؟ هل ذهبت لمتخصص وأوضح لكِ ذلك؟ أم قرأتِ من خلال الإنترنت مثلا في مواقع علمية؟ أم ماذا؟

سألتك كل هذه الأسئلة؛ لأنك لو كنتِ وصلت إلى ذلك بنفسك فعليكِ أن تراجعي ذلك مع متخصص حتى لا تقعي في فخ اتهام نفسك بشيء غير موجود؛ فتظلي حبيسته بدون داعِ.

المشكلة أننا حين نقرأ مقالات أو مواضيع متخصصة تقدم معلومات صحيحة علمياً؛ نبدأ في إسقاط ما نقرأه على ما نعاني منه وما نشعر به، وننسى أن لكل واحد منا ظروفه، وخبراته وتكوينه النفسي الذي يختلف من شخص لآخر.



والمشكلة الثانية فقد تحدث حينما يرى الشخص جزءاً مما يحدث معه فقط، ولا يدرك الأبعاد الأخرى لما يحدث داخله؛ وعلى سبيل المثال قد يعاني الشخص من صعوبة علاقته مع شريكه الذي يؤذيه، ولكنه لا يتمكن من تركه وهو أمر حقيقي عنده، ولكن نكتشف أن السبب الأكثر عمقا هو رؤيته لنفسه أنه يستحق الأذى؛ فيكون علاجه في تصحيح شعوره تجاه نفسه؛ فيتحرر من داخله من ذلك، والأعجب أننا نجد شريكه المؤذي يتغير لتغيره مع نفسه، وتستقيم العلاقة، وأحيانا أخرى لا يتغير الشريك، ولكن الشخص يتحرر من العلاقة ويكسب نفسه، ومن حوله بخسائر أقل من خسارته نفسه.



هذه بعض النماذج التي تدلل على خطورة أن نعتمد على الكتب والقراءات في التشخيص.. فهذه هي مهمة المعالج؛ الذي تعلم وتدرب لتكون هذه هي مهمته.




أما بالنسبة لسؤالك عن اختبار نفسك من خلال الزواج.. فالزواج لا يعتبر المساحة المناسبة لاختبار النفس، نظراً لكونه قراراً مهماً في الحياة ويترتب عليه الكثير، ولكن اقترح عليك أولاً أن تساعدي نفسك مساعدة حقيقية بأن تتواصلي مع متخصص قبل اتخاذ قرار الزواج عموما؛ لتتعرفي إلى أفكارك وتناقشيها، وعلى مخاوفك لتتمكني من التواصل الصحي معها، والتعرف إلى كيفية حلها، وعلى احتياجاتك في الزواج كزواج وكشريك، والتعرف إلى حقيقة تحملك مسؤوليتك، وكيفية القيام بها بشكل طبيعي من دون إفراط أو تفريط.. هيا تحركي ونحن بجوارك.
آخر تعديل بتاريخ
03 يناير 2019