12 يونيو 2018

هل قرار الانفصال عن الزوج متعدد العلاقات صائب؟

السلام عليكم عمري 27 سنه، تزوجت منذ سنتين تقريبا، وعمر زوجي 36 سنه، اكتشفت ان له علاقات كثيره.. وتواصلاً عبر الهاتف وليس مع واحدة بل أكثر من واحدة.. فهو (متعدد العلاقات)، وحاولت كثيرا في تغيره دون جدوى.. وأخيرا قررت الانفصال، وأنا الآن في بيت أهلي، هل هذا قرار صائب؟
أهلا بك يا صابرين، 
أعلم جيدا كيف يكون قرار الانفصال صعبا، ومؤلما، ومربكا، ولكنه كثيرا ما يكون هو الحل العذب حين يكون حلا لعلاج ألم، وغضب، وعدم أمان، وخيانة، وطعن مستمر للأنوثة، والعشرة، وغيره مما يصعب جدا تحمله؛ فزوجك السابق كانت لديه علاقات كثيرة متعددة رغم سنه الذي من المفترض أن يتحلى بالحكمة والنضوج، والرغبة في الاستقرار، وتحقيق الذات، والتركيز في الطموح العملي في الشخص السوي نفسيا.



وهذا هو أول أمر تحتاجين للتأكد منه بداخلك - حتى لا تقعي في فخاخ الندم - في ظل ثقافة المجتمع الخرقاء حول ضل رجل ولا ضل حائط، أو الرضا بالخيانة على عكس الفطرة السوية.

طليقك في الأغلب يعاني من مشكلة حقيقية، ويتصرف تصرفات غير سوية نفسيا، وهذه النوعية من الناس في معظم الأحوال (وهنا أنا لا أحكم على زوجك ولكن أحكي لك عن النماذج المشابهة التي نلتقيها في عياداتنا) لا يشبهون المرضى النفسانيين النموذجين؛ كأن يكون لديهم تصرفات غير طبيعية، أو يبدو عليهم الحزن أو القلق، أو ينتابهم مثلا نوبات غضب... الخ، ولا يبدو عليهم أنهم يعانون من مرض عقلي.. بل هم في الغالب معسولو الكلام، وكرماء ربما، ويظهرون كمحبين للحياة من الخارج.



ولكنهم يحملون في طيات شخصيتهم سلوكا سيئا بسبب أخطاء في التربية، أو بسبب مشكلة نفسية عميقة صعب اكتشافها من غير المتخصصين في علاقته بأمه خاصة، وتظهر في علاقاته مع كل أنثى، حتى وإن بدت علاقة عاطفية، أو جنسية بدرجات، لكنها جميعها علاقات غير صحية، ولا تحقق إشباعا أو سعادة، وعلاجهم النفسي يحتاج لأمرين مهمين:
- الأمر الأول: أن يرى هو بنفسه أن لديه مشكلة تحتاج لتدخل نفسي أصلا دون تلاعب في سبب المجيء.
- الثاني: أن يخضع للعلاج لفترة طويلة نسبيا، وهو راغب فعليا في العلاج.


وغياب هذين الأمرين في معظم الحالات المشابهة يصعب من أمر علاجهم، وبالطبع أنا - كما ذكرت مسبقا لا أحكم على طليقك - ولكن أردت أن أوضح لك بعض مما لا تعرفينه عن السمات النفسية لمتعددي العلاقات؛ وذلك حتى تتمكني من داخلك من أخذ قرار واضح لا يهتز تحت الضغوط سواء من داخلك أو ممن حولك، مع الأخذ في الاعتبار أن قرارك هو أمر يخصك وحدك، ولا يجوز لشخص أن يتخذه بدلا منك حتى المتخصص؛ فالقرار مسؤولية، والمسؤولية لها تبعات وثمن، وكل إنسان يختار ما يستطيع دفع ثمنه، ودور المتخصص هو توضيح الأمور، وما قد يخفى على الشخص غير المتخصص أو لا يعيه، حتى يتمكن من أخذ قرار واعٍ مسؤول، دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
12 يونيو 2018