24 أبريل 2018

من الضحية إلى الناجية.. رحلة تعافٍ

السلام عليكم دكتور شهاب الدين الهواري، تعرضت لاعتداء جنسي في صغري من قبل أحد أقاربي أفقدني عذريتي، وقد أتعبني ذلك، وجعلني أنفر  من الرجال بوجه عام، حاولت الارتباط لكي أثبت لنفسي أنني أستطيع، ولكن فشلت وبسبب نفوري رغمًا عني علاقتي به كانت علاقة أخوة، وفي سن السابعة عشرة أقمت علاقة مثلية واستمرت لأكثر من سنة، ولكن تبت إلى الله وندمت، أنا لا أعرف ماذا أكون، وما هي ميولي أصلًا، وهذا يؤرقني، والآن يتقدم لخطبتي الكثير، ولا أعرف ما العمل.
عزيزتي مريم؛
وصلتني رسالتك، وأنا شديد التأثر بخبرتك التي مررت بها، ونمتن لك على ثقتك بنا ونرجو أن نكون عند حسن ظنك.

خبرة الاعتداء الجنسي هي خبرة مؤلمة وذكرى مجهدة، وخاصةً حين تأتينا من المقربين، وللأسف هي النسبة الكبرى من حالات الاعتداء. خبرة كتلك في مرحلة النمو النفسي إذا أضيفت إلى بنية نفسية مرهفة الحساسية قد تكون آثارها بعيدة المدى، آثارٌ كتلك التي وصفتها في كلماتك.


هذه الخبرة تحتاج علاجاً نفسياً عميقاً لمعالجة جذورها وآثارها، ولذلك نصيحتي لك بمناظرة طبيب نفسي.

بالنسبة للنفور من الذكورة، والاتجاه نحو المثلية فهي نتيجة مفهومة نتيجة الخبرة التي مررتِ بها، ومن شأن شفاء الإساءة التي وقعت أن تساهم في استعدالها، وكذلك شفاء الجروح من أفراد من نفس الجنس إن وجدت.


ما أرجوه منك أن تغفري لنفسك، وأن تسامحي جسدك، وألا تحملي أثقال الخزي على كتفيك، أنت لم تخطئي في طفولتك، المعتدي يحمل كامل الخطأ، ينبغي أن يظل ذلك واضحاً.

راجعي مقالاتي عن الإساءات والمثلية هنا على صحتك، آملاً أن توضح لك المزيد عن معاناتك، وأرجو منك أن تكتبي قصتك الجديدة التي تكونين فيها ناجية لا ضحية، ورجائي لك بالسكينة والعافية.
آخر تعديل بتاريخ
24 أبريل 2018