11 يونيو 2020

من أحبه يريد أن يبتعد وأنا أريد مساعدته

الإنسان اللي بحبه قالها لي صراحة إنه بيفكر هو عنده مشاكل كتير بالذات في الأسرة، بالإضافة إلى أنه بعد عن ربنا بقاله شهرين؛ فكله مأثر علي، وبقي لوحده، وحالياً عايز يبقى لوحده مني كمان، مش عارفة أعمل إيه لأني مقدرش أتكلم مع حد من أهله.. ياريت تساعدوني.
أهلاً وسهلاً بك يا دنيا،
أسوأ ما يمكن فعله في نفسك هو الدور الذي تقومين به مع هذا الحبيب، فأنت تنسين نفسك تماماً، وتفكرين فيه هو، فأين أنت؟



هل هناك شخص في الكون يستطيع أن يقوم بمسؤولية أي شخص آخر حين تكون تلك المسؤولية مسؤولية ذاتية تماماً؟ فهل أستطيع أن أجعل ابني مثلاً، يذاكر فعلاً إن لم يرغب هو في ذلك؛ حتى وإن لخصت له دروسه، أو قمت بعمل جدول استذكار له؟ هل أستطيع أن أغير أبي فيكون طيباً مع أمي وأقاربه حتى لو طلبت، أو اشتكيت؟ هل أستطيع أن أجعل شخصا يقترب من الله حتى لو تمكنت من أن أجعله يصلي مثلاً؟

هناك مسؤولية ذاتية لا يمكن لأي شخص آخر القيام بها بدلاً من الشخص ذاته؛ فالرجل لديه مشكلات داخل أسرته، ومع نفسه، وفي علاقته بالله سبحانه، فما هي حقيقة مسؤوليتك في كل هذا؟ هل تتصورين أنك ستكونين ملاكه الحارس الذي يحميه من الألم والمسؤولية؟ وعلى افتراض أن ذلك ممكن.. ما هي نوع العلاقة التي ستتشكل بينكما؟ هل ستتحولين إلى أم بدلاً من زوجة؟ أم سيتدرب مع الوقت أن يحملك مسؤولية مشاعره ومشكلاته، وستتورطين في ذلك، ومنها مشكلاتك، ومشكلات بيتكم، وأولادكم.



انتبهي قبل فوات الأوان يا صديقتي، وكوني الشخص الصحيح في حياة هذا الرجل إن كان فعلاً ينوي التغيير، بألا تقومي بأي أدوار غير دور الشريك الذي يأنس بك؛ فتنصتين له، وتشجعينه على أن يرى حلولاً غير الاستسلام، وأن تشاركيه حياته حتى وإن لم تملكي حلولاً له، فقط أن تكوني موجودة، وتحتاجين أيضا إلى من يشاركك حياتك، ومشاعرك، وآلامك، وأفراحك حتى وإن لم يملك حلولاً لها؛ فتتمكنان معا أن تكونا موجودين في علاقتكما ببعضكما البعض فعلا كشركاء لا بدلاء عن والديكما اللذين تتمنيانهما، وحينها فقط ستتمكنان من خدمة كيان "نحن" الذي سيولد بينكما بأحلام مشتركة وقرارات ومسؤوليات مشتركة.

وغير ذلك يا صديقتي فستكون علاقتكما علاقة غير صحية وإن تمت، ولن تكوني سعيدة وإن تزوجتيه، ولن يتغير وإن صار معك في حياة مشتركة.
آخر تعديل بتاريخ
11 يونيو 2020