23 سبتمبر 2018

مغترب ومكتئب ولا أجد علاجاً

مش عارف أعبر في مساحة صغيرة، بس نتيجة اختبار الاكتئاب طلعت 41، طالب مغترب بقالي سنة وعندي 21 سنة، بدون أي علاقات اجتماعية بعد ما كنت اجتماعيا جدا، عمري ما ارتبطت ودا عامل فراغ عاطفي كبير مع الانفتاح الأوروبي، كاره التعامل مع الناس وحاسس إن كله بينافق بعض، مبطلعش من البيت ولا بروح الكلية، بقيت بدخن كتير، و وزني بدأ يزيد، بنام قليل وبقلق وبتكلم وأنا نايم، وكل ده جديد علي، مش عارف أذاكر ولا أعمل أي حاجة، ومش عارف أوصل لمعالج نفسي.. لأني مش بتكلم لغة البلد، أعمل إيه؟
عزيزي آدم/
كلماتك في هذه المساحة الصغيرة كافية لوصف ما تمر به في الغربة؛ فالوحدة وترك المكان الذي نشأت فيه لمدة عشرين عاماً - بما يحمله من ذكريات وأهل وأصحاب - يكفيان للتسبب بضغط شديد لأي إنسان، فضلا عن ضغوطات الحياة الجديدة، وصعوبة التأقلم مع شعوب وثقافات مختلفة، بالإضافة لضغط الدراسة، وعوامل اللغة.. كل هذه الأسباب وغيرها تسبب ضغطا كبيراً، ومصدراً للتوتر والقلق، والذي تنتج عنه الكثير من المشكلات النفسية للطلبة المغتربين.


بعض الدراسات تشير إلى أن 40%، وفي دراسات أخرى 60%، من الطلبة المغتربين يعانون من بعض الأعراض النفسية، مثل الاكتئاب والقلق وغيرها.

بما أن أحد العوامل الرئيسية المسببة للاكتئاب هنا هي الابتعاد عن مصادر القوة والدعم المتمثلة في الأهل والأصحاب، فإن أولى خطوات المساعدة هي محاولة إيجاد شبكات اجتماعية جديدة في البيئة الجديدة، وأنا أظن أنك ستجد بعض الأماكن أو المواقع التي يمكنك زيارتها للتعرف على بعض الأفراد المنتمين للجالية التي تنتمي إليها، وأعلم كم هذه الخطوة صعبة عندما نمر بفترات اكتئاب، ولكن أحيانا يكون في العلاج المر الشفاء.


بناء شبكة جديدة يساعد على الاندماج، ويشعر الإنسان بالأنس بوجود من يساعده ويستشيره، ويلجأ إليه عند الحاجة، ومن خلال هذه الشبكة يمكنك كذلك التعرف ومقابلة من قد تعينك في دراستك وعملك، وتكون قادرة على ملء الفراغ بداخلك بما يتناسب مع قيمك وعاداتك وثقافتك.

كذلك مع تحسن عوامل اللغة لديك مع الوقت ستزول الكثير من الحواجز بينك وبين المجتمع المضيف؛ فلعلك تسارع إلى إتقان لغة البلد الذي تعيش فيه، وربما يساعدك صغر سنك على ذلك، وأيضا من خلال حضور هذه المدارس ستقابل من هم مثلك في المستوى يمرون بالظروف نفسها، ويتعلمون اللغة نفسها، وهذا أحد وسائل بناء شبكة اجتماعية جديدة.


الوصول للمعالج النفسي ليس بالمستحيل؛ فالكثير من المنصات أصبحت موجودة بالفعل، والتي تربط الأطباء والمعالجين عبر الإنترنت، ولعلك إذا سالت ربما تجد واحداً من الأطباء والمعالجين لديك من الخلفية العربية الذي يستطيع التواصل معك.
آخر تعديل بتاريخ
23 سبتمبر 2018