مغتربة عن ذاتي وممحية
الابنة الكريمة؛
أشعر بك وبمعاناتك؛ معاناة الاغتراب عن الذات والاغتراب عن كل ما هو حولك. ورغم ألمك الواضح جدا في ثنايا رسالتك إلا أنني ألمح بين السطور قدراً عالياً من الوعي بالذات، وقدراً عالياً من الشجاعة التي جعلتك تراسليننا لتطلبي العون.
لن أتورط في أي تشخيص نفسي؛ أولاً لأن الاحتمالات التشخيصية متعددة، وتحتاجين إلى مناظرة الطبيب المعالج، وثانياً، وهو الأهم، أنك أكبر من أي تشخيص ولا أرغب في اختزالك في تشخيص أصم. فأنت كما كثيرين، إن لم يكن كل البشر، إذ نبتعد بدرجات متفاوتة عن ذواتنا، ونغترب عنها، وذلك بفعل عوامل كثيرة، منها ما هو متعلق ببيئة التنشئة، وشكل العلاقة مع مقدمي الرعاية، ومنها ما هو متعلق بالسياق البيئي المحيط بنا، والمهم أن النتيجة واحدة وهي الابتعاد عن ذواتنا الحقيقة، التي تنزوي في ركن بعيد، ولكنها أبداً لا تموت. تنزوي منتظرة اللحظة التي نتقدم فيها منها بمنتهى الشجاعة لنزيل عنها الغبار ونقدمها لأنفسنا وللعالم كأجمل ما فينا.
صديقتي أدعوك إلى قراءة كل ما كتب على موقعنا عن النفس الحقيقية. كما أدعوك إلى التوجه فوراً لمعالج نفسي لا يعتمد على الدواء فقط، ولكنه يقدم خدمة العلاج النفسي الفردي أو الجماعي، سواء عبر الكلام أو عبر أشكال العلاج الأخرى، مثل العلاج بالرسم والفنون والعلاج بالسيكودراما والعلاج بالحركة أو علاجات الجسم النفسية. هيا تحركي الآن وتابعيني.
اقرئي أيضاً:
نفسك الحقيقية ونفسك المزيفة
القبول والمسؤولية.. خطواتك لنفسك الحقيقية