17 مارس 2017

مطلقة وأعاني

اتجوزت وعندي 23سنه، وانفصلت من سنه، حاليا أنا عندي 28سنه، (منفصله بقالي سنتين ونص بس رسميا اتطلقت من سنه، دورت على نفسي في الدراسات العليا، ولسه مش لاقياها، محتاجه حضن حب حنااااااااان، أنا بدرس ومش بشتغل، وعندي بنت عمرها 3سنين، محتاجه لحنان وعاطفه محدش معوضهالي، أي حد بيعرف اني منفصله بيطلع يجري ..اعمل ايه ؟؟ هموووووووت من الوحده
أهلا وسهلا بك يا صديقتي دينا؛
أعلم جيدا مشقة ما تعانيه، خاصة في بلادنا العربية التي ما زالت محبوسة في قوالب ومسميات خرقاء لا تسمن، ولا تغني من جوع، ومن معتقدات بلهاء تجعل من في مثل حالتك تتألم دون أن تتمكن من البوح عن حقها في الألم من افتقاد الحب، والحضن، والونس.

ولكن أنت تحتاجين كذلك أن تحترمي احتياجاتك العاطفية، والنفسية، والجسدية؛ فاحترامك لها سيجعلك لا تبحثين عن الحب؛ فالحب ليس طفلا تائها نبحث عنه، وكلما بحثنا عنه وقعنا في الوهم بلا شك؛ فكل من هرب منك ﻷنك منفصلة، وأم لطفلة هو في الحقيقة شخص لم يحببك، وشخص لم يرك أنت، فالعيب ليس في وضعك، ولكن العيب في بحثك عن شيء لا نبحث عنه، فمن النضوج أن نعترف باحتياجاتنا المشروعة جدا، وأن نحصل عليها بصدق حتى لا نؤذي أنفسنا بأنفسنا.

وجودك وقيمتك لن تستمديهما من وجود رجل، ولكن احتياجك، واكتمال وجودك يحتاج لرجل حقيقي مسؤول يراك أنت قبل وضعك، وحينها سيحب طفلتك معك، وأنا أحدثك بصدق وما زالت قدماي على الأرض لم أحلق في السماء مع السحاب، والأمثلة الواقعية كثيرة؛ فلتصدقي أن احتياجاتك حقك، وأن احترامك لها سيجعلك تختارين اختيارا مختلفا عن اختيارك الأول، فليس معنى أنك جائعة أن ترضي بأي شيء، وأنك تتمكنين من الحياة بألف طريقة حتى يأتي من يستحقك، وتستحقينه حتى وإن تأخر قليلا؛ فلا تهربي في التعليم دون عمل، ولا تهربي من حياتك في أي صورة، أحبي نفسك، وأحبي طفلتك، واحترمي احتياجاتك.. دمت بخير.

اقرأي أيضا:
العائلة والأصدقاء لمقاومة القلق والضغوط
من تبعات الطلاق.. الغدر والانتقام
ما فوائد الصداقة وكيف نحصل على صداقة حقيقية؟
آخر تعديل بتاريخ
17 مارس 2017