18 مايو 2017

مطلقة.. أخي يكسرني ويدمر مستقبلي

أرجو سرعة الإجابة.. مستقبلي يضيع.. أنا عندي 28 سنة ولدي بنت عمرها 3سنوات طلّقت برغبتي، وجئت بيت أهلي، طوال عمري لم أشتغل، التحقت بسلم الدراسات العليا بهدف تحقيق الذات، وتعديل من وضعي الاجتماعي، كنت الأولى على الدفعة، لكن أخي الأكبر مني بست سنوات انهال بالضرب علي متحججا بإني مهملة في بنتي، وأني أنانية، أقلام على وجهي، وركل وشتائم نابية، وقطع لي شعري ووضع قدمه على وجهي، نفسيتي منهارة ولا قدرة لي على التركيز أبدا.. وبعدها اشتبكت مع أخي الأكبر  بالكلام فكرر نفس أفعال أخيه والضرب المبرح والشتائم وبصق على وجهي فعليا امام عالئتي وأبي متوفى. أحس بالدونية كثبرا..ما العمل" 
الطبيب:

د.

عزيزتي أمنية..

أشكرك على سؤالك وأشعر بمعاناتك الشديدة..

بكل أسف يا أمنية، فإن القيود التي تضعها مجتمعاتنا على السيدة المطلقة تتخطى كثيراً حدود الآدمية والإنسانية، والقالب الصغير المصمت الذي يود من حولها -خاصة الأهل- أن يضعوها فيه ليس سوى سجن قاس من الأحكام والاتهامات وسوء المعاملة.. تماماً كما في حالتك.. وكأن ليس من حقها أن تعيش، أو تستمتع بحياتها، أو تحقق ذاتها، أو تبحث عن نفسها.. وكأن كل ذلك جرائم تستدعي العقاب وذنوب تستحق الاستغفار.

أقترح عليك يا عزيزتي أن تبدئي بطلب تدخل والدتك أو أحد أقاربك الموثوق فيهم.. وتطلبي منه مساعدتك فى كف أيدي إخوتك عنك، والاعتراف بحقك في حياة كريمة تحققين فيها ذاتك، مع اهتمامك بابنتك، الذي أثق أنك لا تقصرين فيه.

إذا لم يفلح ذلك يا (أمنية)، ربما وجب عليك الاستقلال المادي والسكني.. والابتعاد عن هذا الأذى النفسي والبدني الذي يصيبك، والذي يصيب طفلتك الصغيرة بالتأكيد. ابحثي عن عمل، استخدمي مدخراتك، أكملي دراستك، ولا تنحني لأحد يسيء فهمك واستخدام معنى (الرجولة).

وفي الحالتين يجب عليك التفكير فى استخدام حقك القانوني في كف الأذى عن نفسك.. وهنا أمامك كل الخيارات، ابتداء بالاستعانة بمحام/محامية، وانتهاء بالتواصل مع إحدى جمعيات حقوق المرأة ومناهضة العنف ضدها.

لا تستسلمي يا صديقتي.. أكملي ما بدأت.. حتى تحققي ذاتك، وتبدئي من جديد، وربما وضع الله فى طريقك قريباً من يكون شريكاً حقيقياً فى الفصول القادمة من حياتك بإذن الله.

دعواتي معك..

اقرئي أيضاً:
العنف المنزلي والقولون العصبي.. قاتلان لنفس واحدة
العلاقات المسيئة .. والعنف ضد المرأة

آخر تعديل بتاريخ
18 مايو 2017