04 يناير 2020

مشكلة النطق تفسد حياتي

أعاني من صعوبة النطق أثناء النقاش مع أى شخص، وخاصة مع مجموعة، بلاقي نفسي بنطق الكلام بصعوبة، وأفتش عن بديل مقارب للكلمة يكون سهل النطق، ويمكن أن أسأل سؤالا بسيطا بكلام كثير معقد كما أعجز عن التعبير عن الإجابة التي يمكن أن تكون سهلة.. هذه المشكلة تصعّب علي التعامل مع الناس وحتى مع زوجتي، وأفشل ولو في التعبير عن مشاعري، وقد خسرت عملي بسبب هذه المشكلة! فما الحل؟
أهلا وسهلا بك أخي العزيز مصطفى،
حين قرأت رسالتك شعرت بألمك جداً، وخسارتك التي تحدثت عنها في عملك، وعلاقاتك، وشعرت كذلك بغيظ من تعاملك مع تلك المشكلة، وفي تضخيمك لها بداخلك فجعلت حجمها يتسع، وأثرها يتطور بيديك أنت، لأن التلعثم لا يخص في حقيقة الأمر الحروف والكلمات والسرعة حتى وإن ظهر هكذا من الخارج، بقدر ما هو يخص رؤيتك أنت لنفسك من خلال عيون الناس وحكمهم عليك بأحكام في رأسك أنت فقط في أغلبها.



فأنت حين تتحدث لا تركز فيما تتحدث فعلاً فيه، ولكن لسانك يتحدث محاولاً مجاهدة أفكار تشوش عليه تدور حول: كيف ستبدو؟ وكيف سيتلقى الناس كلامك؟ هل ما تقوله مهم؟ هل كلامك يمثل إضافة، هل سيملّون من تكرار المحاولة أمامهم؟...إلخ، فكيف ستتحدث بهدوء وروية، وطلاقة وكل ذلك يحدث في نفس اللحظة؟

فالقصة تحتاج منك لجهد حقيقي، وقد يكون شاقا أن تتحرر من كل تلك الأفكار التي تشوش عليك، فسأحاول أن أجعلها في شكل نقاط:
- تجنب التجنب.. فتجنبك لخوض الحديث مع أحد سيجعلك في دوامة مغلقة تكرر نفس الأفكار، ونفس المشاعر، ونفس النتائج، فعدوك الأول هو التجنب؛ ودرّب نفسك كل يوم بشكل متدرج ومتكرر في التحدث لأشخاص دون سماح للأفكار المزعجة أن تنال منك، وهناك تدريب تخيلي فيه تتخيل وجود صندوق تحتفظ فيه بكل الأفكار، والمشاعر التي تهجم عليك فتتعرف عليها وتسميها كما هي - لن تتمكن من الحديث بطلاقة/ أشعر أني سخيف ومثير للشفقة/ أهرب الآن وأترك الحديث/ أصمت أفضل/ إلخ - وتضع الصندوق جانباً لتتفرغ لما تتحدث فيه تحديداً.



- تدرب بينك وبين نفسك في خيالك على موقف تتصوره، أو حدث فعلاً معك في السابق وأنت تتحدث بهدوء وطلاقة ووضوح وثقة مرات ومرات، وابدأ في سحب هذا التصور رويداً رويداً للواقع مع هذا الشخص.
- لا تضع لنفسك توقعات عالية، ولا تبدأ بعلاقة صعبة ولكن توقع أنك لازلت تتدرب، وابدأ بعلاقات سهلة مع زوجتك مثلا، أهلك، صديق حتى تصل لزميل، أو مدير العمل أو خلافه.
- راجع مصطفى وهو طفل صغير قدر إمكانك؛ لتتمكن من التعرف على الشخص، أو الأشخاص القليلة التي اربكت مصطفى وجعلته لا يثق في قدراته، وهذا على ما قد يسببه من ألم بدرجة ما إلا أنه سيجعلك تتحرر من أن تراه في كل من حولك دون أن تدري، فتتلعثم أمامه، فلقد اكتشفنا أن هناك شخصا أو شخصين، غالباً يكونان الوالدين أو أحدهما بطريقة تعامله مع الطفل جعله يخاف أن يعبر عما يجول في نفسه، بسبب مثالية أحد الوالدين التي تربك الطفل إن أخطأ، أو الانتقاد، أو المقارنة.. إلخ، ودون أن يدري، والطفل مهما كبر يرى أباه أو أمّه في كل من حوله فيظل في حالة ارتباك، وحين تتحرر منه ستسمح لنفسك أن ترى نفسك كما هي دون أحكام منك على نفسك، ولا غيرك عليك، وستراهم كما هم كذلك يا أخي العزيز.. هيا ابدأ.
آخر تعديل بتاريخ
04 يناير 2020