22 مايو 2021

مشاعر الكره والغضب تجاه والدتي بعد ضربها لي

اليوم قامت أمي بالصراخ عليّ لأسباب تافهة، لأنها كانت مضغوطة بسبب مشاكلات مع أخي. وعندما قمت بمواجهتها بأن سبب صراخها عليّ هو أخي قامت بضربي على وجهي ولم أستطع منعها في الأول، ولكن منعتها فيما بعد ومسكت يديها بقوة وصرخت فيها "ما تمديش إيدك عليا". أشعر بأني أريد أن أرد لها ما فعلته، وبرغبة في الانتقام ومشاعر كره شديدة تجاهها. أريد أن أقوم الآن وأمسك يدها التي ضربتني بها بقوة حتى تتألم. أريد أن أراها تتألم.


أهلا وسهلا عزيزتي؛
أرجو أن تكوني الآن أفضل من وقت إرسال رسالتك إلينا، وجيد أنك أوضحت لها ألا تكرر هذا الفعل مرة أخرى فهذا حقك تماماً يا صديقتي فأنت في الثالثة والعشرين من عمرك الآن. ورغم أهمية رد فعلك تجاه هذه اللطمة، إلا أن هناك كذلك أموراً مهمة، ولعل معرفتك بها ستجعل علاقتك معها أفضل، وأعتقد أن هذا هدف تريدينه أنت ووالدتك على حد سواء.



ومن تلك الأمور هو أنه ليست أنسب طريقة لمواجهة الشخص أن نضع وجهه أمام حقيقة ما يمر به من فشل يغرقه؛ فالفاشل في أمر ما يتألم كثيراً بطريقته داخلياً، ولكننا لا نرى ألمه لأنه يخفيه أحياناً بالصمت وأحياناً بالعصبية ولا يتحمل أن يضغط عليه شخص آخر على نفس نقطة الألم التي تحزنه وتشعره بالعجز، فما بالك حين تشعر أمٌّ بالفشل في علاقتها بأولادها وهم أحب خلق الله إلى قلبها؟!

أنا لا أستطيع أن أدافع عن تصرفاتها، ولكن أستطيع أن أدافع عن حبها لكم، فقد يفرق معها مثلاً أن تقولي لها أنا أرى أنك غاضبة من أمر ما ولكنك لا تتمكنين من الحديث عنه الآن فأرى أن تهدئي أولاً ثم نتحدث في أي أمر تريدينه، أو أن تبدئي مباشرة في الأمر وتقولي لها: "ماما، أنا أعلم أنه ضايقك في أمر كذا، فتعالي نتحدث لعلنا نجد حلاً بهدوء"... إلخ.



وأقترح عليك أن تناقشي مع نفسك سبب شعور الكره الذي تحدثت عنه. هل بسبب الإهانة أم بسبب آخر يخص علاقتها بك أو علاقتها بأخيك مثلا أو غير ذلك؟ لتتعرفي أكثر إلى ما تحتاجين أن تعبري عنه بشكل مناسب مع نفسك ومعها؛ وقد لا تتمكنين من مساعدتها في علاقتها بأخيك، لأن تلك العلاقة في الأصل مسؤوليتهما وليست مسؤوليتك، ولكن بعض التعاطف والأنس بينكما يجعلانها أهدأ معك، لتتمكني بعد تلك الخطوة من التفاهم أن ترسي معها قواعد لاحترام شخصك واحترام التعامل معك بلين وود وليس بعنف وزجر، لأن العنف يولد جفاء ومزيداً من البعد وهو عكس هدفكما يا صديقتي. أسأل الله أن يعينك على تلك الخطوة.
آخر تعديل بتاريخ
22 مايو 2021