14 أغسطس 2019

مشاعر الذنب تبتلعني

أشعر بذنب كبير بعد أن انفصلت عن زوجتي وأشياء أخرى، كنت أنانيا جدا طوال حياتي ولا يضايقني الندم على كل ما فعلت مع كل الناس حتى المقربين، بواجه كتير نفسي ولا أكف عن لومها باستمرار.
أهلاً بك وسهلاً أخي الكريم،
كنت أتمنى أن تتحدث معنا في تفاصيل أكثر، فقد تكون هناك تفاصيل تساعدني أكثر فأساعدك أكثر، ولكن أقول لك بصدق إن ما تعلمته وعرفته من خلال الدراسة والواقع العملي أن أقبح مشاعر وأخطرها على سلامتنا النفسية هي الغرق في مشاعر الذنب؛ فعدم الثقة بالنفس والاكتئاب، وأحياناً حتى القتل والجنون.. كل هذا يكون وراءه الكثير من مشاعر الذنب.



ورغم أن مشاعر الذنب ليست مرضاً في حد ذاتها، لكنها تتمكن من استدعاء المرض النفسي ثقيل الظل الذي يأكل في نفس الإنسان، وأغلب البشر يقعون في مشاعر الذنب ويتشبثون بها لتصورهم أنها تحثهم على تغيير أمر يريدون تغييره، سواء بالبدء في فعل شيء وجب فعله منذ وقت، أو لوقف شيء وجب إيقافه منذ وقت، أو لتحسين أمر ما عما هو عليه الآن، ولكن في الحقيقة هذا مجرد "وهم".. فمشاعر الذنب في حقيقتها معطلة للإنسان.

فالتغيير لن يحدث إلا بمسؤولية، وإحساس الذنب يعطل بجداره أن يكون الإنسان مسؤولا.. فالغرق في الذنب يغطي على المسؤولية؛ والإنسان الذي يشعر بالذنب يشعر أنه عمل "اللي عليه وزيادة".. فهو غارق في مشاعر الذنب، وبالتالي لا يفعل شيئا بمسؤولية تجاه ما يرغب في تغييره.. فقط يغرق في الذنب، لذا فإن الغرق في مشاعر الذنب لن يغير ما حدث، وتحتاج أن تعلن لنفسك أمام نفسك مسؤوليتك الآن بشجاعة تجاه ما حدث، وتحتاج لمسؤوليتك تلك أمام الآتي من حياتك، لتتمكن من تجاوز ألمك.



تعاملك الناضج الآن مع ألمك ومشاعر الذنب والأنانية بمسؤولية هما أضلاع مثلث نجاتك مما أنت فيه الآن، ونجاتك من مشاعر الذنب غير المبررة الآن، ومن أنانية تمكنت من رؤيتها؛ فتتعامل معها بقبول وجودها دون الموافقة عليها، لتتمكن من تغييرها بصدق ومسؤولية في ما سيأتي إن شاء الله.. هيا ابدأ أخي الكريم.. دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
14 أغسطس 2019