07 نوفمبر 2021

متعلقة بخطيبي جداً وابتعاده يوقف حياتي

أنا من الناس الي ما عندي مشكلة تعلق وممكن استغني عن الناس بسهولة، أول ما أحس أنه حياتي توقفت على أحد أستغني عنه.... مشكلتي حالياً هي تعلقي الشديد وغير الطبيعي بخطيبي لدرجة أحس الدنيا توقف لما يبتعد عني وأعرف أن الانفصال عنه أفضل لي، لكن ما أقدر آخذ هذا القرار ابداً وتصير عندي panic attack لمجرد التفكير بالموضوع. للعلم ارتبطنا أكثر من 6 سنوات وعلاقة كانت جداً متعبة وهو مختلف عن طبعي جداً ويقدر يبتعد بسهولة ويتركني وما أشوف منه عاطفة، لكن مجرد كلمة منه ترجعني بكل مرة رغم أذيته وجرحه وإهماله لي أظل متعلقة بيه لدرجة مرات أحس نفسي عديمة الكرامة وحياتي حرفيا توقف لما يبتعد، وبديت أكره نفسي وما أطلع من حالة الكآبة..
أهلا وسهلا بك يا صديقتي..
أحمد الله كثيرا أنك أدركت أن هناك خطبا ما في تلك العلاقة المؤذية حتى ولو بعد ست سنوات، وهذا الخطب لا يعود في واقع الأمر بسبب شخصيته الصعبة وحدها، ولكنه يعود لجرح غائر لدرجة جعلت في عمق نفسك ما يشبه" الثقب" الذي إن وُضِع فيه شيء ليملأه ما زاده إلا فراغاً!؛ وكل من يقترب منك أو بمعنى أدق كل من تسمحي له ولك بالقرب سواء أكان رجلاً أو فتاة لا يروي جرحك القديم "عدم الكفاية من الونس"..


فهذا الجرح يا صديقتي حدث منذ زمن بعيد أبعد مما تتصورين، غالباً وجدناه في عمر الطفولة المبكرة إن لم يكن في فترة الطفولة المبكرة جداً؛ حيث كنت في حاجة شديدة للشعور بوجود شخص يهدهد شعورك بالوحدة، أو الائتناس، أو الحب غير المشروط والتعبير عنه بشكل يكفيك ويطمئنك، أو القبول... إلخ...

وغالباً ما وجدنا هذا الشخص هو بالأساس الأم، أو هو الشخص الذي يقوم بالرعاية النفسية والمادية للطفل، وحين يعجز الطفل عن الحصول على تلك الاحتياجات لسنوات، يأخد قراراً نفسياً عميقاً لاواعياً بألا يقترب من أحد والعكس تحت ادعاءات كثيرة، مثل أن تلك الاحتياجات هي للضعفاء مثلا، أو أن تلك الاحتياجات هي محض مذلة، أو أنه لا يحتاج لأحد، وكل هذا يحدث من دون وعي..



وبناء على هذا القرار الخطير، يقطع الشخص من نفسه احتياجاً أساسياً جداً عند البشر، ويتمكن بحرفية عجيبة دفنه لسنوات حتى يأتي الوقت الذي لا يتمكن فيه من فعل ذلك مجدداً لمروره بوقت ضعف ما، أو لوجود سبب آخر قوي كالانجذاب للرجل الذي يحدث في سن المراهقة، مثل ما حدث معك، خاصةً إن كان يحمل صفة ولو واحدة يحبها في الإنسان بشكل عام ووجدها في هذا الشخص، أو وجد شيئاً يحتاجه مثل أنه يسمعه، أو يهدهده أحياناً؛ فيخرج عملاق الاحتياج الذي تربى لسنوات بشراسة لا يتمكن صاحبه حينها من السيطرة عليه..

وكأن هذا الأمر يشبه المثل الذي يقول"سَمّن كلبك يأكلك"، أو "اللي يحضر العفريت هو اللي يصرفه"، وهنا أقول لك: إن كنت حقاً وصدقاً تريدين تغيير ما تعانيه، فالبداية عندك أنت بلا أدنى شك، ورحلة تغييرك ستحتاج لمتخصص يساعدك ليتمكن من السير معك فيها بأمان حقيقي وقبول وتفهم حقيقي وبمهارة تجعلك تتجاوزين جرح الماضي من دون مزيد من الألم..

ولتهنئي بحياتك الحقيقية التي ضلت طريقها تحت وطأة الاحتياج للونس لدرجة التشبث بونس مزعج غير مناسب هادر للكرامة، لا يعطيك أي شيء مما تحتاجينه فعلاً؛ فتكفّين عن تعويض الائتناس بأمك بأي شخص؛ كرضيع يموت إن فقد ثدي أمه..



وأي شخص لديه قيم إنسانية ضعيفة حين يجد الشخص المفترض فيه أن يكون شريكا له لديه هذه الوضاعة ولا يخرج منه إلا كل قسوة وأنانية، لذا الشخص الأناني أو المستغل أو غيره من الشخصيات الصعبة يكون هكذا لسببين: الأول يعود لتكوينهم النفسي، والثاني لطبيعة الشريك الذي معه، ولهذا قلت لك وأكرر، البداية من عندك أنت ومع متخصص، حتى لا تكون مجرد انتفاضة خائبة تخبو مع أول رد فعل لا تتحملينه منه، هيا إبدئي في إنقاذ نفسك إن أردت التغيير فعلا.
آخر تعديل بتاريخ
07 نوفمبر 2021