13 يوليو 2020

متردد دائماً في أبسط الأمور

متردد دائما في أبسط الأمور، قلق بشأن إتخاذ قرار حتى في عملية شراء بسيطة، كثير التفكير في الماضي والندم والحسرة على تصرفات وأشياء مضت، و شراء لم يتم أو بيع تم مع قلق وتوتر حين الإقدام على قرار،  مصاحب ذلك كسل وخمول عن استكمال الأعمال اليومية او الإنتهاء من عمل ما كتجهيز سكن او شراء جهاز
عزيزي عمار/
الذي تعاني منه يعاني منه أيضا الكثيرون، ولعلي أحتاج لمزيد من التفاصيل حتى أستطيع التشخيص، ولكن الذي ذكرته حتى الآن هو شكوى كثيراً ما أسمعها علي لسان أفراد يعانون من الوسواس القهري، وهي تلك الأفكار التي تسيطر على العقل، ولا تستطيع دفعها بعيداً رغم وجود إجابات لها وردود عليها.

تفكير مستمر يزداد في أوقات التوتر والقلق عموماً مثل هذه الأوقات أو الأوقات التي يمر بها الشخص بضغوط حياتية عادية، إلا أنها للشخص الذي يعاني من هذه الأفكار ليست عادية، فربما يتأثر نومه وصحته، وربما تؤثر أيضاً بسبب التردد على العلاقات الاجتماعية حولك.

كثر الحسابات تعطل الإنسان عن المضي قدماً واتخاذ خطوات عملية في الحياة، ورغم أن الصورة الظاهرة أنه لا يتحرك إلا أنه يبذل مجهوداً شاقا في العمليات العقلية، مما يصيبه بالإجهاد والاحساس الدائم بالاستنزاف، مما قد يدفعه أحيانا لعدم فعل أي شيء لأن مجرد الإقدام على فكرة ما يعني المزيد والمزيد من التفكير الذي لا يتوقف.

علاج الوسواس يشتمل علي العلاج الدوائي من خلال مضادات الاكتئاب والقلق، والتي تساعد بدورها على استعادة توازن مادة السيروتونين في المخ حيث الدوائر العصبية التي تسبب هذه الأفكار، وبالتالي يهدأ الانسان ويستطيع المضي قدماً، وكذلك يشمل الجلسات النفسية والتي تختلف حسب المدرسة العلاجية المتبعة، فبعض المدارس يركز على السلوك، وبعضها علي الأفكار، وبعضها علي المشاعر المصاحبة، وبعدها يعود لجذور الماضي وزيارة نمط التربية، حيث من الممكن الربط في بعض الأوقات بين طريقة التربية القاسية والانتقاد الدائم وبين التردد وكثرة الأفكار، وأيا كان نوع المدرسة فكلها تسعى لنفس الهدف، وهو المضي بالحياة بأقل معاناة ممكنة، ولعلي أشجعك على زيارة طبيب نفسي ومعالج نفسي للبدء في رحلة العلاج.


اقرأ أيضاً:
13 نصيحة هامة للقضاء على التردد المعطل

آخر تعديل بتاريخ
13 يوليو 2020