21 مايو 2020

مات والدي منذ عام ولا زلت أعاني

مرحباً.. مات والدي منذ عام بجانبي في السيارة فجأة، ولقنته الشهادة، وكنت حكيمة وأنا مؤمنة الحمدلله، أصبر والدتي ولكن حزني يتجدد، أشعر أني مررت بصدمة لمدة عام، أبكي بحرقة عندما أتذكر عشقي، كان صديقي، وكان أكثر شخص يسمعني، الآن لا أحد يسمعني، أفيدوني أرجوكم، أنا فقدت لذة الحياة، ولذة كل شيء، زهدت وأشعر أن مشاعري مشوشة.
الطبيب:

أ.د.

الصديقة الكريمة مها؛
أشعر بك وبألمك وحزنك.. فمشاعر الفقد مشاعر مؤلمة ومتجددة.. وخصوصاً عند فقد الأب السند والصديق.

نحن، بعد فقد الأحبة، نمر بمراحل متعددة، أولها مرحلة الإنكار وهي المرحلة التي تبدأ فوراً بعد الفقد، ولأن الألم يكون أشد مما يمكننا احتماله، فإننا نستخدم هذه الحيلة الدفاعية لنحمي أنفسنا من الألم الشديد.



ثم تأتي مرحلة الغضب، والتساؤلات.. لماذا حدث هذا لي أنا تحديداً؟ وبعدها تأتي مرحلة المساومة ولوم النفس، وتساؤلات من قبيل ماذا لو؟.. ماذا لو كنت اتصلت بالإسعاف؟ ماذا لو ذهبت لطبيب أكثر كفاءة، وبعد ذلك تأتي مرحلة الاكتئاب، وفيها يتفجر الحزن ويغمر الإنسان.. فإذا استطاع الإنسان تجاوز هذه المرحلة بكل ألمها، فإنه يدخل المرحلة الأخيرة وهي مرحلة القبول.. قبول الفقد.



إدراكك لهذه المراحل سيعينك على تقبل حقيقة فقد والدك.. وفي النهاية والدك، نعم، رحل بجسده ولكنه ترك لك الكثير.. ترك لك ذكرياتك معه.. ترك لك جزءا من روحه بداخلك.. فابحثي عن هذا الجزء واتونسي به.
آخر تعديل بتاريخ
21 مايو 2020