21 سبتمبر 2020

لا أقبل نفسي ولا أحبها وأفكاري سلبية

السلام عليكم دكتورة زينب، أولاً شكراً كثيراً على تعبك، والله يجازيكي الخير يا رب..  أنا طالبة طب ناجحة على الرابع، ولكن أعاني من عدم تقبلي وحبي لنفسي، أفكاري دائما سلبية ومتشائمة، وأشوف نفسي فاشلة، حتى ما بعد يعجبني اختلط مع احد، احب ابقى بالبيت لأن أشوف الكل أحسن مني، ولم أعد أرى أي شي مليح بيا💔، أريد أغير طريقة تفكيري ما عدت أطيق، إيش أعمل.. أرجع إلى نقطة الصفر.. 💔 ما عدت أشوف تغيير بحياتي.. تعبت من كل شي.. أريد نصيحة إيش أعمل💔 وشكرا كثييراً.
وعليكم السلام عزيزتي دكتورة رحمة؛
شكرا لثقتكم بنا وشكرا لمشاركتك لنا مشاعرك

رحمة عزيزتي، ما تعانين منه يحتاج لاستشارة طبيب نفسي، أشجعك التشجيع الكبير على ذلك، أنت مدركة أن مشاعرك هذه تسبب وستسبب لك المزيد من الاضطراب في حياتك.. لذلك ما أنصحك به هو استشارة طبيب نفسي، والالتزام معه بالعلاج النفسي، والجلسات العلاجية، وخصوصاً جلسات العلاج السلوكي المعرفي.

ما لاحظته من سطورك.. هو شعور بالحزن العميق مع الوحدة والميل للانطواء والعزلة عن الآخرين والمحيط.. مع إحساس شديد بضعف الشخصية وقلة الثقة بالنفس.. وهذه الصفات ممكن تكون من أهم صفات الاكتئاب. والاكتئاب يا عزيزتي اضطراب له علاج.. فلماذا نتركه يلتهم حياتنا.

عزيزتي رحمة.. ما أطلبه منك ولحين قدرتك على المتابعة مع طبيب نفسي.. هو رؤية إنجازاتك.. تعدادها يوميا قبل النوم.. قد يبدو ذلك تمرينا بسيطا، لكن له تأثيرا كبيرا على نفسيتك بالاستمرار به.. عددي إنجازاتك وأضيفي يوميا إليها إنجازا آخر، وناقشي نفسك بها.

استعيني بشخص يتحمل مشاعرك.. يا حبذا إن كان أحد من أهلك.. أخرجي مشاعرك.. لا تكبتيها.. إن أحسستي بالرغبة بالبكاء.. ابكي.. لكن في الوقت نفسه أثني على نفسك لقوتها وتحملها الألم النفسي، هذا أيضا شيء تستحقين عليه الثناء.

جميعنا خطاؤون.. جميعنا نملك عيوبا.. لكن خيرنا من يعرف عيوبه.. يتقبلها.. ويحاول تحسينها وتصويبها.

لا تستسلمي لتأنيب الضمير وشعور النقص.. تأنيب الضمير وُجِد لسببين.. الأول لعقابنا، وأعتقد أن ما أحسستي وتحسين من ألم هو عقاب كاف.. والثاني هو عدم تكرار الخطأ، وهذا ما أطلبه منك.. تقبلي نفسك وغيريها.

وأكيد أعيد عليك النصيحة نفسها.. التزمي بالمتابعة مع طبيب نفسي عزيزتي رحمة.. وأتمنى لك كل التوفيق وراحة البال يا رب.

تحياتي.


اقرئي أيضاً:
منهج وخطوات عملية لتقدير الذات
خدعة الثقة بالنفس
12 مصدراً داخلياً لدعم مرونتك النفسية

آخر تعديل بتاريخ
21 سبتمبر 2020