02 أغسطس 2017

لا أثق في البشر نهائيّاً

أنا مش بثق في البشر نهائي بحس دايما أو مش بحس أنا متأكدة إن لو حد عرف نقطة ضعف عني هيستغلها ضدي أو ممكن يوجعني بها حتى لو مش قاصد، لي أصحاب كتير بحبهمي وبيحبونى وأختي ومامتى، بس مش بحكي كل حاجة بحكي لكل حد منهم جزء معين اللي ببقى شايفه إنه مش هيعرف يستغله ضدي حتى لما حاولت اكتب في ورق حرقته، وكتبت تانى وخفت حد يقرأه فحرقته تاني، وكتبت للمره الثالثه وفكرت كتيير إني أحرقه بردو بس برجع في كلامي، أنا نفسي أثق في حد بجد الموضوع تاعبني جداً، نفسي أحكي كل اللي جوايا من غير ما أخاف...
عدم ثقتك في أي آخر، حتى أقرب الأشخاص لك، يجعلك دوماً في حالة "عدم راحة"، فنحن نحتاج جداً كبشر أن نكون داخل علاقات صحية مع أحباء؛ نطمئن على أنفسنا معهم دون خوف من الحكم، أو الاستغلال، أو الرفض، ونكون معهم بأنفسنا كاملة بدون قص، ونصدق حبهم لنا بلا شروط، ونشاركهم مشاعرنا كلها مهما كانت صعبة، أو محرجة، فيها مرونة وحرية، علاقات تحتمل كل أطياف المشاعر، وضبط للمسافات التي تزداد أحياناً وتقل أحياناً احتراماً لمشاعرنا، واحتياجاتنا، حتى لو كانت علاقة واحدة في حياتنا.

هذا هو احتياجك كما هو احتياج كل البشر، ولكن أين البداية؟ البداية ستكون من عندك يا ابنتي؛ فأنت من سيسمح بخوض تلك العلاقة أو لا، وأعلم أن مثل تلك العلاقة تحمل المخاطرة، وقد تكون معدومة بسبب قديم لا تضعين يدك عليه جعلك تفقدين ثقتك في الآخرين، ولكن الأمر يحتاج مخاطرة.. لذا أدعوك صديقتي أن تخاطري لتأخذي هذا الاحتياج الشديد لديك، ولتنعمي براحة وأمان لم تشبعهما بشكل كافٍ حتى الآن.

ولكن كيف يمكن هذا؟ تعالي نسير سوياً خطوات محسوبة، اختاري من ستبدأين معه رحلتك، وابدئي ببروفة صغيرة لا تشمل الأسرار، ولكن فيها تعبير عن حقيقة مشاعرك، وأن تلزمي نفسك بحفظ أسرار من تختارين القرب منها واحترام مشاعرها بدون حكم أو استغلال، فأنت من سيبدأ بالتطمين لتحصلي عليه، ومع الاقتراب المحسوب ستجدين نفسك أكثر قدرة على الثقة في الآخرين.

ولكن ماذا تفعلين، إن لم تتمكني من إحراز تغيير ملموس؟ في هذه الحالة أنصحك بألا تبخلي على نفسك بالتواصل مع متخصص يساعدك في ذلك بطرق علاجية تضمن السرية والأمان، أو قد يكتشف صعوبة ما لديك تحتاج لمتابعة متخصصة تساعدك على التغيير لم تظهر بوضوح في سطورك.. دمت بخير.

اقرئي أيضاً:
الحب.. صور نفسية ومعانٍ منسية
لا أثق في نفسي.. وأريد أن أثق في الناس
لا أثق في الحب.. وحاولت الانتحار مرتين
آخر تعديل بتاريخ
02 أغسطس 2017