13 مارس 2020

كيف تتخلصين من الغضب المكتوم؟

أتخلص إزاي من مخزون الغضب اللي عندي؟ فكرت ألعب ألعاب قوى، بس معنديش إمكانية حالياً، محتاجة مساعدة، لأن الموضوع مضايقني.
أهلا وسهلا بك يا لينا،
الغضب يا ابنتي مشاعر ألم تراكمت، وربما صاحَتبها مشاعر خوف وتوتر ظلّت تتجمع على مدار سنوات في بئر عميقة بداخل صاحبها من دون أن يدري بحجمها وأثرها، ومن دون التعامل معها بشكل صحي في غالب الأحيان.

تراكم هذه المشاعر يمنع الشخص من أن يكون قريبا من نفسه، والتواصل والقرب من النفس يمكننا من "الاستبصار"؛ الذي يساعد في الرؤية بلا تشويش، وبلا أقنعة، وبلا تبريرات؛ فيرى "مسؤوليته" عن حدوث ما يؤلمه، أو مسؤوليته تجاه حدوث تطورات أزعجته، حتى لو أكتشف أن مسؤوليته الكبرى كانت في صمته حين كان يحتاج للكلام، أو في موافقته حين كان يحتاج أن يرفض، أو في تنازله عن حقوقه حين كان يحتاج للتأكيد عليها.

وكذلك يتمكن من أمر آخر في غاية الأهمية "وهو أن يصدق من داخل نفسه وعقله، أن ما يعانيه من مشكلات قد يكون بسبب أشخاص أو ظروف حوله وليس بسببه هو، ولكن حل تلك المشكلات هو مسؤوليته"؛ ليتمكن من أن يحيا حياته فعلا بكل كيانه، وكأنه البطل في قصته وليس متفرجاً عليها يشاهدها من الخارج؛ فيحيا حياة تستحق أن تُعاش.

لذا طلبك للمساعدة في التخلص من الغضب المكتوم لن يتحقق بأن اقترح عليك ممارسة الرياضة العنيفة، أو تمارين الاسترخاء التي تملأ الفضاء الإلكتروني، ولا سماع وقراءة الكثير عن الغضب وطرق التخلص منه؛ لأن تلك الأمور هي أدوات مساعدة أكثر من علاج حقيقي تتخلصين فيه من هذه التركة الثقيلة، فأنت تحتاجين بجانب تلك الأدوات إلى أن تخوضي تجربة القرب من تجاربك المؤلمة، وعلاقاتك المزعجة بطرق صحية تضمن لك البوح والتخلص من آثارها بسلاسة، ومن دون الغرق فيها لتكتسبي الاستبصار، وهذا أمر لا يتمكن منه سوى المتخصص المهني؛ فلا تبخلي على نفسك بتلك الخطوة الجادة التي تحتاجين إليها؛ لتحيي يا ابنتي بصدق من داخل نفسك وليس من خارجها.. هيا ابدئي رحلة تغييرك بمساعدة حقيقية وتابعينا بالأخبار.


اقرئي أيضاً:
غاضبة جداً.. والغضب مكتوم
أحنّ لطليقي وغاضبة منه.. كيف نتعامل مع الغضب المكتوم؟

آخر تعديل بتاريخ
13 مارس 2020