27 يونيو 2019

كيف أستطيع التعامل مع تحرش قديم؟

إزاي اقدر اتعامل مع تحرش حصل معايا وأنا 6 سنين من قريب مكنتش مدركة للحوار إلا لما وصلت لـ 10 سنين، وحصلي مشاكل وقتها من مشاكل في الهضم. وإنطواء، وتبول لا إرادي..  حاولت مع نفسي كتير.. ووصلت لمرحلة إني مش كارهة الشخص ده.. ممكن أتعامل معاه تاني بس مش قادرة أسامح ولا أعيش حياة طبيعية.. وصلت لـ 26 سنة، ومش قادرة آخد خطوة الجواز.. معنديش أي ثقة في حد أو إن اللي حصلي ممكن يحصل لعيالي، مش قادرة أسمح لأي راجل إنه ياخد خطوة ناحيتي.. دايما بهرب أو أتعامل بقسوة.
أهلاً وسهلاً بك يا إيمان،
التحرش الجنسي - خصوصاً حين يكون متكرراً - يكون له آثار نفسية عميقة، فأنت تعرضت لتحرش لظروف كثيرة متشابكة لا تخصك، ولم يكن لك يد فيها، بل كانت تخص من يقومون برعايتك؛ فالكبار كانوا مسؤولين عن المتابعة والمصادقة والتربية، وغرس القيم بالقدوة قبل الكلام.



سنّ الست سنوات تلك لا تجعل من الفتاة إنسانة واعية تدرك ما يحدث لها، وتؤثر على بعض الأمور التي تكون مغلوطة تماماً، وتصدقه بتكرار التحرش، وفهم ما يحدث بعد ذلك باسمه الحقيقي؛ كالشعور بالذنب الذي يغمرك، والشعور بالخزي والعار من جسدك، وما يستتبعه من علاقة غير صحية بينك وبين جسمك الذي يرافقك طول العمر ولا ذنب له، وعلاقتك بالرجل ورؤيته ذلك الإنسان الشهواني الجشع الذي يستخدم الفتيات لرغبته.

كل هذه الأمور تسبب ارتباكاً لمعاني الحب والجنس لديك، فلا تستطيعين التفرقة بين متحرش غالباً في سن مراهقة، وبين رجل ناضج قرر أن يبني أسرة، ويختار فتاة يحبها لتشاركه الحياة والأولاد؛ فالفرق شاسع بينهما يا ابنتي.



أما بالنسبة لسؤالك عن أولادك مع رفضك الرجل.. فهو يدل أن بداخلك صراعاً، فأنت ما زلت متأثرة نفسياً بالغضب والعدائية والحدة تجاه الرجل، ترغبين بفطرتك الطبيعية في الزواج والإنجاب، لذا يا ابنتي أنت تحتاجين أن تتواصلي مع معالجة نفسية تساعدك على تجاوز تلك المعاناة بشكل مهني متخصص؛ لتتمكني من تجاوز المعاناة؛ ولتعيدي تجديد علاقتك بجسمك، ونفسك أولا، ثم الرجل ثانيا، وهذا سيتطلب منك شجاعة وصراحة منك معها لتتمكن من مساعدتك فعلاً، وحتى تحدث تلك الخطوة عليكِ بقراءة ما كتب في الموقع سواء استشارات أو مقالات متخصصة في كيفية التخلص من آثار التحرش.. هيا ابدئي.
آخر تعديل بتاريخ
27 يونيو 2019