08 يوليو 2020

قلق وخوف من المرض

منذ شهر، وأنا أعاني من قلق وخوف من المرض، وأشعر بأنّ أي شيء أعاني منه هو بداية مرض، ثم جاءني خفقان في القلب، وضربات سريعة وكرشه في النفس، مع العلم أني مريض سكر، ولكني مسيطر عليه.. ماذا أفعل؟ مع العلم أني أخاف من كل شيء.


عزيزي إسلام؛
القلق شعور طبيعي يدفعنا لفعل شيء لتقليل الخطر، فمثلاً عندما يقلق الطالب من الامتحان فيدفعه ذلك إلى المزيد من المذاكرة، أو يقلق إنسان من تفويت موعد مهم فيذهب مبكراً، أو يقلق على حالته الصحية، فيذهب للطبيب ليطمئن، وهكذا هذا القلق طبيعي وصحي، ويساعد على أن نكون أكثر إنتاجية في الحياة، وأكثر حرصاً في الأمور التي قد تضرنا.

المشكلة تحدث عندما يتسبب القلق في تعطيل الحياة، فالطالب مثلاً يتوقف عن المذاكرة لأن أعراض الخوف والقلق أصبحت أكثر من قدرته على الاحتمال، أو يتجنّب الشخص في المثال الثاني الذهاب إلى الموعد المهم، ويغلق هاتفه المحمول، أو لا يطمئن الشخص المريض لكلام الطبيب وتطميناته، عندها يتحول القلق إلى قلق غير صحي.

حالة القلق يصاحبها أفكار تزيد من القلق مثل:
- أنا مريض.
- لا بد أن الطبيب أخطأ.
- يبدو أن بي مرضاً لا يعلم عنه الأطباء الكثير.

كل هذا رغم القيام بالفحوصات المطلوبة، والعرض على طبيب أو أكثر، وتأكيدهم غياب أي سبب عضوي.

* حالة القلق تصاحبها مشاعر

المشاعر الأساسية في القلق هي الخوف، خوف دائم مستمر، وإن كان هذا الخوف موجهاً لشيء محدد يسمى فوبيا، وإن كان عاماً يسمى اضطراب القلق العام، وأحياناً يصاحب غضب، كمشاعر ثانوية تنتج عن حالة الاستثارة الدائمة للجهاز العصبي.

* حالة القلق يصاحبها أعراض جسدية
- زيادة ضربات القلب.
- زيادة النفس.
- صعوبة النفس.
- العرق.
- انقباض في العضلات.
- عدم راحة في الجهاز الهضمي.

* حالة القلق كذلك يصاحبها بعض السلوكيات
- مثل التجنب؛ إذ يتجنب الشخص ما يخيفه ويزعجه.
- الانفعال وسرعة الاستثارة.

* وعلاج القلق بحسب درجاته
- فالقلق الصحي نقبله ونمتن لوجوده.
- والقلق البسيط نراجع الأفكار، ونراجع الواقع.. هل بإمكاني فعل شيء ما مثل الاطمئنان بأشعة على سبيل المثال والاكتفاء بذلك.
- أما إذا كان القلق أكبر من شدة، وأكثر حدة؛ فعندها زيارة الطبيب المعالج المختص تكون في غاية الأهمية، إذ يستخدم بعض الطرق التالية:
1. العلاج الدوائي، مثل مضادات القلق التي تساعد كثيراً، حيث تقلل الشعور بالخوف داخل بعض المراكز في المخ، وبالتالي تقل السلوكيات التجنبية.
2. العلاج النفسي، العلاج المعرفي السلوكي وغيره من المدارس، إذ يستكشف الإنسان أفكاره ويراجعها، ويبحث عن الدليل إن وجد.
3. يتعلم الإنسان كذلك بعض المهارات للتغلب على القلق، مثل مهارات التنفس، ومهارات تسمى مهارات هنا والآن.
4. يتعلم الإنسان مواجهة مخاوفه ومصاحبة قلقه واعتباره رفيقاً يأخذ منه بعض التوجيهات ويترك البعض، وبهذا يكون أكثر هدوءاً بدلاً من محاولة التخلص منه.
آخر تعديل بتاريخ
08 يوليو 2020