14 مارس 2019

قسوت على طفلتي وتعاني من التأتأة

ابنتي تبلغ من العمر 5 سنوات، تعاني من التأتأة، ما هو العلاج؟ مع العلم أننا عاملناها بقسوة، لا سيما في أمور الأدب، وفي أمور التعامل والكلام الطيب، وهل هذا يؤثر سلبا على انطوائها الذي على ما أظن تسبب لها في هذا.. وشكراً
أهلا وسهلا بك يا أبو أنس؛
حين نجد الطفل قد تأثر، وبدأ يعاني من أعراض لم تكن موجودة من قبل، أو كانت موجودة بشكل أقل بكثير، فظهور هذه الأعراض يعني أن الطفل يفتقد إلى إحساس الأمان.

افتقاد الإحساس بالأمان قد يؤدي إلى تعطل الطفل في بعض المساحات، كما ظهرت التأتأة عند ابنتك، ولكن استمرار الضغط وفقدان الأمان المستمر حتماً قد يؤديان للعديد من المشكلات، ومنها الاكتئاب، والذي يظهر في صورة ألم في البطن، أو صداع، أو توتر في النوم، أو توتر في التصرفات، أو غضب، أو عصبية، ويظهر قلقه في أمور كثيرة أشهرها التبول اللا إرادي، والتأتأة، واختلال منظومة النوم.



وكل هذه التغيرات تعتبر البذرة الأولى لجعل الشخص قلقاً ومتوتراً، ما يؤدي لاختلال توازنه النفسي، ووقوعه في أمراض القلق مثل الوسواس القهري، أو الكمالية المفرطة، أو نوبات الفزع، أو الفوبيا بأنواعها، أو عدم قدرته على التواصل مع الناس.

أنا فخورة بك وبأن فطرتك كأب جعلتك تخمن ما يحدث لها، وتسأل لتتأكد من أصحاب الخبرة، وهذا يدل على أنك أب واعٍ، وأب محب فعلا لأبنائه، وهذا ما سيجعلك تحقق التوازن الصحي بين تعليمها الأمور التي يجب أن تتعلمها برفق، وصبر وقبول، وتشجيع، وتوصل إليها بتصرفاتك أنك سندها وظهرها الذي تحتمي به، ولست مصدر خوف أو قلق لها.. فتعلمها بالقدوة والرفق.

مهم أيضاً أن توضح لها أن حبك لها أمر لا شك فيه، وعدم موافقتك على سلوك لها لا يعني مطلقا أنك لا تحبها، واترك دوماً لها ممراً مفتوحاً يملؤه الحب والاهتمام بمشاعرها وأفكارها، مع دعمها والثناء عليها.



وليس معنى ذلك ألا تعلمها، ولكن علّمها، واتفق معها في جو آمن فيه ثقة.. يصل إليها منك أنك والدها المحب الراعي، وبالنسبة للتأتأة تحديداً أرجو ألا تعلق عليها، أو أن تسمح لأي أحد بأن يسخر منها، أو أن يشعرها بأنها تتراجع بتلك التأتأة، أو أنها "صعبانة عليكم" وتحدث معها بشكل طبيعي جداً؛ كأنها تتحدث بشكل طبيعي، وستلاحظ تطورها بمرور الوقت في ظل مناخ الرعاية والأمان، واذهب لمدرستها - إن كانت تذهب - لتؤكد على كل هذا مع المدرسين الذين يتعاملون معها، واطلب منهم حمايتها من الأطفال الذين قد يسخرون منها أو يتجنبونها، وأشركها في أنشطه تفيدها، ولا تنسَ أمرين:
- التوازن في التعامل معها بلا إفراط أو تفريط.
- أن الأمان والحب غير المشروط، والاهتمام النفسي، والاحترام بتوازن أيضاً أغلى ما يقدمه الأهل لأولادهم.
آخر تعديل بتاريخ
14 مارس 2019