11 يناير 2018

قبول "الضعف والفشل والخطأ" مهم لنحيا

 

أنا انطوائية مش بحب أواجه الناس أو أي حاجة ليها علاقة بالتعامل المباشر، كان بيزيد بالتدريج لغاية إما بقيت أحس إني عندي social anxiety بيزيد مع الوقت، وأنا كمان معنديش ثقة في نفسي ولا شكلي ولا طريقة كلامي، معرفش حاسة إن الناس بتحس إني غريبة ومش بتهتم بيا أو مش بعجبهم، وده مأثر عليا بشكل سلبي جدا، بحس إني معنديش إرادة خالص، ولما أقرر أعمل حاجة بخاف أفشل جدا ومش بعملها.<?xml:namespace prefix = "o" ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" />

تحتاجين إلى تسمية الأمور بمسمياتها يا ابنتي؛ فأنت تتوقين للتعامل مع البشر، وتحتاجين إلى قبولهم لك كما أنت، وتحتاجين أن "تصدقي" أن من حقك أن تخطئي؛ فنحن البشر نخطئ ونفشل ونضعف، ولكننا تربّينا على أن الخطأ والفشل والضعف أمور قبيحة جدا لا يقع فيها إلا الآخرون السيئون، رغم أنهم في حقيقتهم أدوات التعلم أصلا.

وهذا يوقعنا في بئر عميقة لا قرار لها ولا ينتهي، يحمل فكرة أن أكون الأحسن والأفضل والأكمل، وهذه الكمالية والمثالية هي أخرق ما اقترحه البشر على أنفسهم؛ فالإنسان الذي يحسن كل شيء، ويعيش الحياة بشجاعة دائمة، ويتصرف دوما بحكمة وذكاء، هو إنسان غير موجود، ولن يكون موجودا؛ فكأننا نضرب، من دون أن ندري، بكل تجاربنا على أرض الواقع، وكلام الله تعالى بأنه خلق الإنسان ضعيفا، وأن خير الخطائين التوابون، عرض الحائط، وصدقنا ما قالوه لنا وظللنا في معارك نفسية، وصراع لا نعلم لماذا هو موجود، ولا ما هو المفروض أن ينتهي إليه، ولا حتى مع من.

كل هذه الصراعات جعلتك ترفضين نفسك وطريقتك وشكلك؛ فكيف تتوقين لقبول من حولك لك ولا تقبلين نفسك؟ وكيف ستتطوع نفسك لما تريدينه، وأنت تبصقين عليها ليلا ونهارا؟ اسمحي لنفسك أن تتنفس، وتتحرر من مخاوفها التي أثقلت كاهلها وعطلتها كثيرا، بسبب صراع غير حقيقي بين بشر ليسوا موجودين.

وحين تقبلين خطئك؛ ستتعلمين منه، وحين تقبلين فشلك؛ ستنجحين، وحين تقبلين ضعفك؛ ستكونين أكثر شجاعة، وحين تصدقين أنك جميلة؛ سيشعر من حولك بجمالك، وهذه ليست دعوة بلهاء، أو دعوة للخطأ والفشل والضعف، ولكنها دعوة حقيقية لواقع حقيقي فيه يحدث التغيير حين نقبل أنفسنا من دون حكم أو شجار، وحين نصدق أننا ضحايا حكمنا على أنفسنا، وحكم غيرنا علينا؛ فالكمال فعلا لله وحده، والفارق بين من يثق في نفسه ومن لا يثق فيها أن الواثق شخص سمح لنفسه أن يخطئ، ويتعلم من خطئه من دون أن يحكم على نفسه، أو يترك نفسه في مهب رياح عتية من أحكام الآخرين.. واسألي نفسك من يتحدث بوضوح، أو بدون وضوح عن الجمال والشجاعة والقدرة.. أين هو في مساحات حياته المختلفة مما يقول؟
آخر تعديل بتاريخ
11 يناير 2018