26 سبتمبر 2018

عودة الأب الغائب

أم لبنتين؛ 5 - 6 سنوات، الأب لا ينفق ولا يتحمّل مسؤولية، حصل انفصال عن طريق المحكمة واختفى الأب تماماً، ولا تتوقع عودته، وكانت البنت الكبرى في عمر 9 أشهر، والصغرى كنت حاملاً بها، مكثت في بيت أمي، وكان الخال هو الأب لهما، فهما لا تتذكران وجهه أبيهما، وفجأة من دون مقدمات ظهر الأب، ويريد رؤية البنتين، واللعب معهما.. إلخ، نتيجة الكلام السيئ المتداول من الجدة والأهل رفضت البنتان ظهور الأب في حياتهما، ولم تستوعبا أنه أبوهما.. كيف أتصرف وأمهد لهما وأقنعهما حتى لا تتأثرا نفسياً.


أهلا وسهلا بك يا رنا،
البداية المثالية لن تكون مع الطفلين، ولكن معه هو؛ لتتفهمي حقيقة ما يريد، وأن تتحدثي معه عن نفسية الأطفال، وتتأكدي وتؤكدي أنه غير مسموح بالمرة تحت أي مبرر أن تتم الإساءة إليهما بشيء، ولو هيناً، فوق إساءة غيابه، وعدم وجوده في حياتهما كالأيتام.


أنت من سيتمكن أن يستشعر من حديثه، وسؤاله عن غيابه، وظهوره المفاجئ حقيقة ما يريده، ولو كانت نيته طيبة؛ فلتتفقا على احترامكما بعضكما بعضاً في حضور وغياب كليكما، وعدم تشويه أي واحد منكما للآخر، وأن تتحملا الاعتذار لهما بأنكما قد تكونان أخطأتما في حقهما، وكل البشر يخطئون، والشخص الجيد هو من يعتذر ويصحح خطأه، واحترامكما لهما، وصدقكما معهما، حتى ولو بصعوبة، هو طوق نجاة علاقتكم معهما.

ولو شعرت بأنه سيخذلهما فلا توافقي أبداً على وجوده في حياتهما فورا؛ لأنه سيكون السم الذي يقتلهما كل يوم، على أن ترتبي لجلسة موسعة أمام من يحترمه ويجله؛ ليلتزم بما اقترحته، أو يكمل اختفاؤه، ولا يتواصل معهما إلا بتلك الشروط المذكورة أعلاه.


لا تكذبي عليهما أبداً تحت أي ادعاء؛ حتى تحتفظي بثقتهم بك، وقولي لهما إنه كان مشغولا جدا في عمله، وإنه مخطئ في ذلك، وهو كذلك سيقول نفس الكلام، ويتحمل شجاعة ومسؤولية الرد عليهما بصدق وبناء علاقة معهما بصدق، ويمكنك أن تشترطي في تلك الجلسة أنك تحتاجين إلى مراجعة متخصص نفسي قبل ظهوره في حياتهما حتى لا تؤذيهما، ليسمع بنفسه شروط التعامل معهما دون إساءة، ويفضل أن يكون مع متخصص نفسي للأطفال معروف عنه المهارة.

أنت أيضاً مسؤولة عن وقف أي تشويه له، وكذلك رعاية نفسك نفسياً؛ لأنه موقف صعب جداً عليك أنت كذلك، وأخيراً أقول لك.. لا تتهاوني أبدا فيما اقترحته عليك.. وفقك الله.
آخر تعديل بتاريخ
26 سبتمبر 2018