أهلا وسهلا بك يا فيصل،
أنا أرى عكس ما تراه يا فيصل، فأنت ترى أنك في حالة صدمة، وخزي، وأرى أن ما حدث رسالة إذا احترمتها بصدق ستغير ما يؤلمك هذا، فرغم أنك كررت كلمة شاذ أكثر من مرة، ورغم عدم ووضوح سطورك، إلا أنني لم أفهم أنك تمارس اللواط مع رجل، ولكنني فهمت أنك تميل للذكور، وأنك تتحدث مع الرجال أحاديث بذيئة، والأحاديث رغم غلظة خطئها إلا أنها لا تتساوى مع الفعل، وأنك تحاول أن تميل للفتيات، ولكنك لا تتمكن من الميل لهن، وأنك فكرت في الزواج لحل تلك المشكلة، ولكنك تراجعت حين صدمت بأن واحد من أهلك عرف بشأن تلك المحادثات.


وعلى أي حال علاج الشذوذ موجود، وله متخصصون وينجح في حالة واحدة فقط، وهي حين يرغب الرجل في أن يتخلص من تلك المصيبة، ويشعر بالخزي تجاهها، فإن كان خزيك الآن لا يتعلق بهذه الميول بقدر ما يتعلق بمعرفة أحد من أهلك بما أنت عليه، فلا تأمل في علاجك كثيراً، ولكن أن كنت تتأذى وتتألم من هذه الميول والممارسات، فأنت على موعد مع الشفاء طال الوقت أم قصر، وطريق العلاج سيبدأ فعلا من شجاعتك في الحديث مع من رأى جوالك، وكنت من الشجاعة بمكان أن تقول له إنك تحتاج إلى أن يساعدك في التخلص مما أنت فيه، لتبدأ في البحث عن طبيب معالج متخصص في ذلك بجدية.

العلاج يحتاج في رحلته لصبر وممارسة، مثله مثل أي شيء مهم نحتاج للوصول إليه، والذين وصلوا وكانوا مثلك كثر يا فيصل؛ فاستعن بالله العظيم الذي أراد لك الخير حين رآك من رآك، لتقف مع نفسك واقفة جادة تحتاجها منذ وقت ليس بقصير، وستكتشف في تلك الرحلة أن ما أنت فيه انحراف أخذ الشكل الجنسي نتيجة أمور كثيرة لا تتصورها كتجارب الطفولة، وعلاقتك بأبوك، وستجد علاجا ناجعا يجعلك تطمئن على نفسك، وعلى من ستتزوجها، وعلى من ستنجبهم بإذن الله، ولا تعطل نفسك تحت ادعاءات الخجل من المعالج، أو أنه ابتلاء، فالمعالج المتخصص أرحم من سيتعامل معك ويحترمك، ولا ابتلاء في أمر فيه حساب وعقاب، ولا علاج من من خلال المحاولات الذاتية، ولكن حتى تجد هذا المعالج يمكنك قراءة العديد من الكتب والمقالات، بل والمشكلات التي تحدثت في مثل تلك الميول لتتفهم أبعادها، وأثرها عليك وتتلمس طرق النجاة إن كنت ترجو النجاة يا ولدي.. دمت بخير.