07 يناير 2019

عزلة وشكوك في المحيطين

أنا متعبة من كثرة التفكير. لست مقتنعة بشيء أفعله في هذه الحياة. وصلت إلى مرحلة أنني حين أبكي من شده البكاء أضحك. ضحكتي تملأ المكان ودموعي جارية. لا أحب شيئاً، ولا أحب أحداً.. ولا أثق بأحد. أحب الجلوس لوحدي، وليس لدي الجرأة للتعبير عما يزعجني. وأشعر بأن لا أحد يفهمني.
أهلاً وسهلاً بك،
أنت في السادسة والعشرين من عمرك، ومتزوجة الآن كما ذكرت يا هلا، وما تتحدثين عنه من معاناة كما فهمت أن هناك الكثير من مشاعر الغضب، والرفض للواقع الذي يحيط بك، والرغبة في الانعزال، وفقدان الثقة، والألم، والتشكك في وجود من يفهمك، أو حتى تأتمنيه على التعرف إلى ما يزعجك، والشك كذلك في كل من حولك، وهذه مشاعر صعبة.


وفي مجالنا النفسي تكتل تلك المشاعر دون وجود حل لها، وفي وجود شكوك في الأشخاص المحيطين بالشخص يقول إن المعاناة النفسية عميقة، ولأنك تقولين إنه لا أحد يفهمك ممن حولك، وتشكين في قدرتهم على احترام مشاعرك، وتشكين فيهم جميعهم؛ فلا مفر من أن تمدي يداك لنفسك بطلب المساعدة المتخصصة من متخصصين؛ ليتمكنوا من مساعدتك بشكل صحي في مناخ آمن لكي تتمكني فيه من البوح بما يجول في داخلك دون أن يحكم عليك أي أحد.




وهنا الأمانة تقتضي مني أن أقول لك:
- إن شعورك بعدم الراحة للدرجة التي تجعلك ترسلين لنا يبشر جداً بأن لديك وعياً، ورغبة في حل مشكلاتك، وهذان الأمران هما الركيزة الأساسية في نجاح أي علاج، أو إحداث تغيير حقيقي عند الإنسان حين يتواصل مع متخصص ماهر.
- التواصل مع متخصص أو متخصصة بشكل مباشر عدة مرات هو ما سيحدد حقيقة معاناتك، وهل هي مجرد مشاعر مكتومة يمكن إيجاد حل لها بشكل صحي، أو هو اضطراب يحتاج إلى علاج بشكل مختلف، والذي يمكن أن يزداد إن لم يتم علاجه، ويتطور لمرض نفسي ثقيل الظل.
- حتى تجدي المتخصص الماهر، فتشي عن بعض الأمور التي تجعلك في مزاج أحسن من خلال الطبيعة، أو أنواع الفنون المتنوعة، أو الحركة، أو الاسترخاء بشكل منتظم، أو العلاقة مع حيوانات تحبينها، ولا تتأخري في طلب المساعدة؛ فأنت تستحقين الحياة.
آخر تعديل بتاريخ
07 يناير 2019