11 ديسمبر 2022

عاجزة عن فعل أي شيء وأتمنى الموت.. الاكتئاب ضيف ثقيل

أنا أشعر بالعجز. لا يمكنني القيام بالمهام التي كنت أقوم بها سابقاً، لا أستطيع التركيز في عملي أو حياتي تنتابني نوبات بكاء بلا مبرر وأحب البقاء وحدي، بالرغم من أنني أخاف وأشعر بالوحدة، لم أنجح في تكوين صداقات حقيقية، لا رغبة لي في الزواج أو الإنجاب، لا أشعر أني ذات قيمة أو أنني أنجز شيئاً أستحق عليه الثناء. أنام كثيراً وأتمنى ألا أستيقظ، أكره أسرتي وعملي، كنت أحب الرسم وكنت أرسم، لكنني الآن لا أستطيع ولا أرغب وأكره الأصوات العالية والأضواء في الغرفة والعمل أكره التجمعات الاجتماعية لا أجد أي متعة في الحديث مع الآخرين.

عزيزتي؛

جميل أنك قادرة أن ترسلي لنفسك رسالة استغاثة للنجاة مما أنت فيه عن طريق مراسلتنا، والحقيقة أنكِ تعانين من أعراض الاكتئاب، ويبقى للتأكد من أن تكون تلك الأعراض مستمرة لمدة أسبوعين من دون فاصل، والذي يقرر هل هو اكتئاب فقط، أم معه أمر آخر، أو هو مجرد مرافق لأمر آخر، وكذلك يتعرف على درجة شدته هو الطبيب النفسي الذي يراكِ ويسمعكِ، ويتحقق من تشخيصه بالتفاعل الحقيقي معك داخل الجلسة العلاجية.

ورغم أنني كنت واضحة جدًا معك في معاناتك التي تؤرقك، إلا أن الشيء الجيد والحقيقي هو أن الاكتئاب ليس هو الشخص! فالاكتئاب بثقل ظله الذي تستشعرينه ويؤثر في جسدك وعقلكِ ومشاعركِ ومزاجكِ هو ما يجعل تلك الأفكار تجاه نفسك ومن حولكِ والحياة والمشاعر الخاصة بالدونية والثقل في التعامل مع الناس وجهد العلاقات كلها تعود لطبيعة المريض وهى طبيعة طارئة مؤقتة وليس الشخص.

والحمد لله، أن الاكتئاب له علاج ناجع كما يقولون سواء دوائياً، أو نفسياً، وحين يعالج الشخص من الاكتئاب يعود لحقيقته التي ربما تكون أفضل مما كان عليه في السابق قبل هذا الزائر الثقيل، لذا لا تتكاسلي عن مدّ يديك لنفسك التي تعرفينها وستكشفينها مع العلاج.

وأريد فقط أن أوضح نقطتين:

  1. العلاج الدوائي يؤتي نتيجته سريعا، حسب درجته بالطبع، والتكوين النفسي للشخص خلال أسبوعين أو أقل قليلا أو أكثر كل حسب، فلا توقفي الجرعة التي يحددها الطبيب ولا المدة حتى مع التحسن، وباستشارة طبيبك في وقت التوقف وكيفية التوقف حيث نجد أخطاء كثيرة في ذلك تؤثر على الشخص.
  2. العلاج النفسي. وهناك مدارس علاجية قوية في المساعدة والشفاء تأخذ بالطبع وقتاً أفضل، ولكن النتيجة تكون حقيقية ومستمرة، لأن التغيير والشفاء حدث من الداخل عن طريق الشخص نفسه بنفسه بمساعدة المتخصص، وهنا من المهم جدا التواصل مع معالج نفسي ماهر، والمهارة ليست بكبر اسم المعالج ولكن بنتائج علاجه، وأحيانا نقوم بالجمع بين العلاجين في البداية حتى يتمكن الشخص من المزيد من التقدم في العلاج النفسي فيتوقف العلاج الدوائي، وأنصحك جدا بأن تأخذي تلك الخطوة  وستجدين اختلافاً كبيراً.

 

آخر تعديل بتاريخ
11 ديسمبر 2022